ينتظر المغاربة منذ الوهلة الأولى من إعلان وزارة الداخلية عن النتائج النهائية الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية التي نظمت بالمغرب، يوم الـ8 من شهر شتنبر الجاري، التحالفات الممكنة التي سيقدم عليها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المتصدر للانتخابات بـ103 مقعدا، والذي عينه الملك اليوم الجمعة، رئيسا جديداً للحكومة، ومكلفاً بتشكيلها.
وحسب متابعين فإن السيناريوهات المرتقبة للائتلاف الحكومي، تبقى رهينة بالتوافقات الحزبية، والوعود التي قدمتها جل الأحزاب في برنامجها الانتخابي، ومحاولتها فرضها على الأطراف المشاركة في الائتلاف الحكومي، مما سيجعل الحكومة مزيجا بين عدد كبير من الأحزاب قد تصل إلى أربع أو خمس أحزاب.
وفي ذات السياق، قال عباس بوغالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة إن ‘’ حزب التجمع الوطني للأحرار الذي تصدر الانتخابات، يملك هامشا واسعا من أجل الإئتلاف الحكومي، خاصة من الجانب الحسابي، لكن ما يطرح المشكل هو المشكل السياسي المتعلق بالمعارضة’’.
ويضيف المتحدث أن ‘’النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع، وضعتنا أمام سيناريوهاين، الأول يتعلق بائتلاف حكومي يضم الأحزاب التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات (التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي وحزب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري)، في مقابل معارضة ضعيفة كميا، لكن يمكنها أن تظهر كيفيا من خلال بعض الأحزاب التي تحمل خطابا يساريا، بالإضافة طبعا إلى حزب العدالة والتنمية’’.
وأشار الأستاذ الجامعي، إلى أن السيناريو الثاني يتعلق، بإئتلاف يضم حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال وحزب الإتحاد الاشتراكي وحزب الحركة الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري باستثناء الأصالة والمعاصرة، على إعتباره حزبا قويا يمكن أن يلعب دور المعارضة، من أجل برلمان متوازن، بأغلبية ومعارضة قوية’’ .
مشيرا في ذات السياق، إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار، عبر فيما سبق عن عدم وجود أي خطوط حمراء مع الأحزاب التي يمكن أن يتم التوافق معها، لكن يبقى البرنامج الحكومي، هو العنصر الأساس في مثل هذه الوضعية، حيث سيسعى الأحرار إلى ضرورة وضع كل وعوده الانتخابية ضمن البرنامج الحكومي’’.