أخبار سوساخبار جهويةبيئةسلايدشو

نفوق أسماك البوري بواد ماسة تعود من جديد..

للمرة الثانية على التوالي في ظرف سنتين تعود ظاهرة نفوق أسماك البوري بواد ماسة بالقرب من دوار أيت إيلياس بعدما عرفت المنطقة خلال السنة الماضية نفس الظاهرة بدوار أملالن التابع للجماعة القروية لسيدي واساي – منطقة ماسة، وتعد هذه المرة الثانية على التوالي لتكرار ظاهرة نفوق أعداد من أسماك البوري (Mulet).
وقد كانت جمعية بييزاج للبيئة سنة 2019 أن استفسرت أطراف عديدة ومصادر محلية عليمة، ومختصين في مجال البيئة والأحياء، عن هذه الظاهرة ببلدة (أملالن) سابقا، و الواقعة جنوب أكادير، لتحديد الاسباب الاساسية لظاهرة نفوق عدد من الأسماك بإحدى مجاري الوادي في البرك التي ركدت فيها مياه الوادي. وتعد منطقة ابن إيلياس بجانب الوادي من المناطق الفلاحية بماسة حيت تستغل مياه الوداي في عمليات الري.

واعتبرت المصادر العلمية للجمعية، ان الظاهرة مستفحلة في ظل توالي سنوات الجفاف وتأثير التغيرات المناخية وشح التساقطات حيث تحول الوادي لمستنقعات آسنة وراكدة فيما يشبه برك ومستنقعات خضراء اللون تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع الكبيرة من الاسماك ، كما أن انعدام حركة وصبيب وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تنتج حركية ودورانا سلسا للاوكسجين السائل لحياة مجموعة من الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، يفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة، وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك،

واستنادا لتقرير خبرة أنجزه المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث بالرباط التابع لكتابة الدولة في البيئة والتنمية المستدامة سابقا حول نفس الظاهرة فان نفس الاسباب هي التي أفضت لموت الاسماك بسبب نفاذ الاوكسجين المذاب وارتفاع حموضة المياه وتكاثر العوالق والطحالب الخضراء التي تستنزف الاوكسجين في القعر وملاحظة نشاط كبير وتكاتر تلك العوالق بسبب ركود وانخفاظ مستوى الماء تدريجيا ، والتي تودي تلقائيا لموت للأسماك التي تعيش في الوادي الذي تحول لبرك.
وقد قامت لجنة مختلطة تظم مصالح مختلفة بعمالة اشتوكة ايت بها، خلال هذا اليوم، بمعية السلطات المحلية وعناصر الشرطة البيئة للدرك الملكي بزيارة ميدانية وبأخذ عينات، وتسجيل محضر، وأخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق لأجل تحليلها ودراستها، كما عملت السلطات المختصة على الوقوف على تنقية وتخليص الوادي من الأسماك النافقة ودفنها في مكان آمن والتخلص منها درئا لكل خطر قد يهدد الصحة العامة.

وجدير بالذكر أن جمعية “بييزاج”، وفي إطار إعمال الحق في المعلومة البيئية وتقاسمها، قامت بإنجاز هذا التقرير الجديد لتدق من جديد ناقوس الخطر بشأن هذه المعضلة البيئية التي تندرج في سياق وقع وتأثيرات التغيرات المناخية على منطقة سوس ماسة، وتهديدها للتنوع البيولوجي المحلي، وكذا للتنبيه إلى تفاقم إشكالية ندرة الماء التي تلقي بظلالها على الجهة بما يستدعي ضرورة الإسراع ببرنامج التكيف مع التغيرات المناخية وتأثير الجفاف وشح التساقطات.

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *