متابعة: مصطفى الوزاني
بعد يوم واحد من سيطرة الجيش على السلطة في السودان، وإصدار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حزمة من القرارات لتصحيح الأوضاع في السودان حسب ما صرح به في خطابه عبر التلفزيون السوداني، شهدت بعدها البلاد حالة من الهيجان والاضطرابات ودعوات لإضراب عام وعصيان مدني أطلاقها النشطاء المدنيين وأعضاء من الحكومة المخلوعة عبر الوسائط الاجتماعية، وحسب وكالة ( رويترز ) أغلق الجيش الطرق الرئيسية والجسور بين الخرطوم وأم درمان أمام حركات المرور مع إغلاق المتاجر والبنوك وأجهزة الصراف الآلي وتعذر الوصول إلى تطبيقات الهاتف المحمول المستخدمة على نطاق واسع و توقفت الحياة بشكل كامل بالعاصمة بعد اشتباكات بين محتجين و قوات الأمن لقي خلالها سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم وتصاعدت أعمدة الدخان فوق سماء الخرطوم.
ووصفت وزارة الثقافة والإعلام السودانية الموالية لرئيس المخلوع حمدوك على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، عملية الاستيلاء على السلطة بأنها جريمة وقالت إن حمدوك لايزال الرئيس الشرعي للبلاد، وفي سياق متصل، أعلنت الوزارة عن في بيان لها في صفحة المذكورة انشقاق ثلاثة سفراء سودانين وإعلانهم رفض الانقلاب العسكري الغاشف حسب وصفهم وهم عمر بشير مانيس في فرنسا وعبد الرحيم أحمد خليل في بلجيكا و لدى الاتحاد الأوروبي وعلي عبد الرحمن الجندي في سويسرا ولدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف.
وأدنت الحكومات الغربية الانقلاب ودعت إلى إطلاق سراح القادة المدنيين المحتجزين وهددت بقطع المساعدات التي يحتاجها السودان للتعافي من أزمة اقتصادية خانقة حسب ما تنقلته القنوات ووكلات الأنباء العالمية.
فيما قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في منزله، ويواصل حياته الطبيعية، “لكن تقرر إبعاده حفاظا على سلامته و سيعود إلى منزله “متى استقرت الأمور وزالت المخاوف”، وأوضح أنه دعم المبادرة الأخيرة لحمدوك، لكنه تم تم اختطافها من جانب مجموعة صغيرة، على حد قوله، وتابع “لم نقم بانقلاب، بل نحاول تصحيح مسار الانتقال”.
وعرف الحكم في السودان منذ الاستقلال عن التاج البريطاني سلسلة من الانقلابات العسكرية لسيطرة على السلطة كان أخرها الإطاحة بحكم البشير بعض موجة من الاضطرابات خلفت العديد من قتلى والمصابين وانتهت بتقاسم الجيش السلطة بشكل غير مريح وتوثر دائم مع المدنيين في ظل فترة انتقالية كان من المفترض أن تؤدي إلى انتخابات سنة 2023.