اختتم مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP26)، السبت، أعماله بعد توصل جميع الدول المشاركة إلى اتفاقية مناخية جديدة ستحاول إبقاء الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية. جاء الاتفاق النهائي الذي حمل اسم “ميثاق غلاسكو للمناخ”، بعد مفاوضات طويلة استمرت حتى ليلة السبت، حيث تدخلت الهند لتغيير العبارة المتعلقة باستخدام الفحم. وفي تدخلها في اللحظة الأخيرة، طلبت الهند تغيير النص النهائي للاتفاقية لعبارة “الخفض تدريجيًا” بدلاً من “التخلص التدريجي” من طاقة الفحم. وأعربت سويسرا عن “خيبة أملها العميقة” إزاء قرار “تخفيف” العبارة المتعلقة بالوقود الأحفوري والفحم. وقال المندوب السويسري في المؤتمر “لا نريد الخفض التدريجي للفحم، نريد التخلص التدريجي من الفحم”، مضيفًا أنهم سيوقعون على النسخة الجديدة من الاتفاقية.
كما عبرت دول صغيرة مثل فيجي وجزر مارشال وأنتيغوا وبربودا عن غضبها وخيبة أملها، ولكنها أكدت أنها ستوقع الاتفاقية. فيما قال فرانس تيمرمانس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، إنه من “المخيب للآمال” التخفيف من لغة النص، ولكن هذا لا ينبغي أن يوقفه (الاتفاق)، وسيعمل الاتحاد الأوروبي على التخلص التدريجي من الفحم”. بدوره، قال ألوك شارما، رئيس مؤتمر، إنه يتفهم “خيبة الأمل العميقة، ولكن من الضروري أن نحمي هذه الصفقة”.
في المقابل، ردت منظمة السلام الأخضر على التغيير الذي حدث في اللحظة الأخيرة قائلة إن “عصر الفحم ينتهي”. وكتبت في تغريدة على تويتر: “لقد غيروا كلمة، لكنهم لا يستطيعون تغيير الإشارة الصادرة عن المؤتمر بأن عصر الفحم ينتهي”. وأضافت: “إذا كنت مديرًا تنفيذيًا لشركة فحم، فإن هذا المؤتمر كان نتيجة سيئة.” وكتبت المنظمة أيضا: “من مصلحة جميع البلدان،
بما في ذلك تلك التي لا تزال تحرق الفحم، الانتقال إلى طاقة متجددة نظيفة، والدول الغنية بحاجة إلى بذل المزيد لدعم هذا التحول. مستقبلنا يعتمد على ذلك.” وعلقت المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر الدولية، جينيفر مورغان، على نص الاتفاق بالقول في تصريح صحفي إنه “خافت وضعيف وهدف 1.5 درجة مئوية هو التنفس فقط، لكن تم إرسال إشارة مفادها أن عصر الفحم على وشك الانتهاء، وهذا أمر مهم”. واستمر المؤتمر، الذي يُنظر إليه على أنه الأمل الأخير لإبقاء هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، في غلاسكو منذ الأول من نوفمبر، حيث شهد اليومان الأولين اجتماع العديد من قادة العالم لمناقشة الخطوات المستقبلية لكوكب الأرض. وشهد المؤتمر العديد من الندوات والاجتماعات والفعاليات المخطط لها، هدفت جميعها إلى إيجاد حلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإبقائها عند 1.5 درجة مئوية. ويأتي انعقاد المؤتمر بعد تأجيله عاماً كاملاً بسبب قيود وباء كورونا، وسط تدابير مشددة للوقاية من الفيروس.