جاء وقت القول في حق المسلسل الرمضاني “بابا علي ج2” بعد القول في حقه العام الماضي ومن نفس الزاوية وهي الحضور الديني في المسلسل .
في حلقة اليوم المفعمة بروح العمل الديني المغربي ذي المظاهر التالية :
* اجتماع الجماعة بحضور النساء في الجناح الخاص بهن وهن في شغل إعداد الطعام
* المعروف وهو عمل ديني تجتمع لأجله الجماعة لتحقيق مقاصد شرعية ومنها الدعاء جماعة وتجديد روابط الوحدة وترسيخ قيم التضامن .
* الإطعام ؛ إطعام الجماعة والتوصية برفادة الفرد من الجماعة السيد موشي وحرمه على ما جرى العمل به في الحياة الاجتماعية للمغاربة مسلمين ويهودا .
* حضور الأعيان – ممثل الجماعة السيد المحفوظ ؛ وشيخ القبيلة ممثل السلطة _ الحاكم _ وهو فرد من الجماعة مسؤول قانونيا عن ضمان الأمن للسير الطبيعي لحياة الجماعة .
* إمام الجماعة على لغة الجماعة “الطّالْبْ ” الرجل المقتدى به في الأداء الديني وتوجيه الحياة الاجتماعية المتعدد الوظائف ومنها الوظيفة الإرشادية .
اجتمعت الجماعة والتفت حول إمامها المُبيض الوجه والملبس ولا يماثله في الشكل إلا شيخ الجماعة ومقدمها السيد المحفوظ وعلى شاكلتهم مظهرا السيد بلقاس البخيل بما يملك من متاع الدنيا ؛ ومتاع الدنيا قليل .
ولكون المجمع حيث جماعة الخير مجاب الدعاء طلب “أعطار بوسلام ” الدعاء من الإمام الطالِب “اللهم …..والجماعة “المُؤمِّنة” آمين ……آمين…..آمين.
الحدث هذا يؤكد رجاء الجميع في تحصيل بركة وخير هذه المجالس التي تشهد الملائكة بما ينجز فيها من خير وذكر وطلب وطيب خاطر .
شرع “الطالْبْ ” بعد اكتمال النصاب وحضور الأنساب في إلقاء كلمة بالمناسبة ؛ والمناسبة شرط فتحدث عن مفهوم ومقاصد المعروف منطلقا من النص الديني باعتبار ذلك من أدبيات الدرس الوعظي انطلاقا من قول ربنا سبحانه “غلكتابنس ايعزان في سورة آل عمران الآية 104″ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ” .
مركزا على وحدة الموضوع بلسان أهل البلدة من غير لف ولا دوران ولا كلام مزيد منبها إلى تصحيح العقيدة والسلوك من كون الأمر ؛ الذبيحة ؛ ينبغي أن يصرف لله وحده لاشريك له لا إلى النصب من الحجر والشجر .
وهذا التنبيه من باب أوكد في الدين كله وليس القربان فقط فالمرء يعبد الله ويتقرب إليه بجوارحه حيثما اتجهت به بوارحه .
حتى إذا انتهى الإمام الواعظ من موعظة بليغة في موضوعها ومضمونها وأسلوبها والزمن الذي استغرقته مخافة السآمة ولحضور الطعام وكذا لانشغال الجماعة بالمعاش .
أحضر المتطوعون من الجماعة أطباق الطعام المعد من لدن نسائهم ومن مساهماتهم .
ختاما أقول الجماعة واحدة يؤطرها الدين ممثلا في العالم به وهو الإمام والسياسة ممثلة في شيخ الجماعة “أمغار”واجتماعيا ممثلا في مقدم الجماعة وهو الوسيط بين الإمام والجماعة وشيخ القبيلة .
حفظ الله الجماعة والإمام والشيخ والوسيط وآدام علينا نعمة الاجتماع والانتفاع آمين ….آمين….آمين….والحمد لله رب العالمين .
محمد أكعبور
باحث في الخطاب والإعلام الديني