علاقة بالشفافية التامة والتفعيل الأمثل للديمقراطية اللامسبوقة لانتخابات مناديب التعاضدية العامة للتربية الوطنية..
ألم يحن الوقت بعد كي تسير على نهجها “قيادات بيروقراطية” لبعض التنظيمات النقابية والحزبية؟ أم إنهم يقولون ما لا يفعلون؟
في سابقة من نوعها، وبجرأة غير مسبوقة، وبأنفة الواثق من خطواته الإصلاحية التي باشرها قاطعا إلى غير رجعة مع الفساد الذي كان يستشري في دواليب التعاضدية العامة للتربية الوطنية خلال مرحلة ما قبل 2013، ميلود معصيد يفاجئ الجميع بإجراءات جريئة تواصل مسار التغيير الذي أصر عليه منذ أن تولى زمام قيادة هذه المؤسسة الصحية الهامة، رغم كون الطريق كانت مفروشة أمامه بالأشواك بفعل الزخم الكبير من حرب الوكالة التي تشنها الكتائب الإلكترونية المشبوهة، والأقلام المأجورة التي لم يسبق لها أن دونت حرفا واحدا يفضح سوء التدبير الإداري والمالي للتعاضدية خلال فترة ما قبل 2013، وهي الفترة التي أكدت تقارير المفتشية العامة للمالية (IGF) ومختلف الافتحاصات حجم النهب الكبير والفساد الذي كان يستشري في كافة أجهزة التعاضدية مركزيا وبالأقاليم، دون أن تكون لتلك الأقلام ولأولئك “المناضلين فوق العادة” الجرأة على النبس ببنت شفة، لكونهم كانوا مستفيدين من الكعكة والامتيازات والإتاوات…
لكن والحال أنه بعد أن باشر العديد من التغييرات الجذرية على مستوى البنيات التنظيمية والتدبيرية والمالية للمؤسسة، بالشكل الذي أغلق معه جميع صنابير الفساد والريع، فقد جن جنون الطغمة الفاسدة في تنظيمات تمارس على مريديها البيروقراطية في أسوأ تجلياتها، وتطالب في الآن نفسه رئيس التعاضدية بتفعيل ديمقراطية على المقاس، منطقها “الوزيعة”.
إلا أن آخر صفعة تلقاها “قياديو” تنظيمات أفرغوها من المناضلين وملأوها بالمريدين، وتناسلت فضائح التزوير والاختلاسات والنهب في مؤتمراتهم ومجالسهم الوطنية، هي إقرار المجلس الإداري للتعاضدية العامة للتربية الوطنية خلال اجتماعه الأخير قرارات غير مسبوقة، تسائل قدرة قيادات تلك التنظيمات على القيام بالمثل إن كانت تتحلى بأدنى قسط من الشجاعة، والمتمثلة في:
← الإعلان عن تواريخ محددة ذات الصلة بكافة العمليات المتعلقة بانتخابات مناديب التعاضدية وبمدة زمنية جد معقولة، مع فتح باب الطعن لكل من له الحق قانونا.
← فتح باب الترشيح للجميع -باستثناء من لا تتوفر فيه الشروط القانونية سواء تعلق الأمر بأطر الوزارة أو أطر الأكاديميات- حيث فاق عدد الترشيحات إلى حدود مساء فاتح يونيو أزيد من 810 ترشيحا حسب الرقم الترتيبي لأحد المترشحين- وهو رقم له دلالته المعبرة، إذ يؤكد من جهة الإقبال الكبير على هذا الاستحقاق الانتخابي والثقة في جميع الاجراءات القانونية والمسطرية المتخذة من لدن المجلس الإداري، كما يؤكد الانفتاح الشامل على جميع المنخرطات والمنخرطين بغض النظر عن انتماءاتهم، وبالتالي يفند بشكل قاطع كل ادعاء مغرض بهذا الخصوص.
← تأكيد استعداد السيد ميلود معصيد على وضع التدبير المالي للتعاضدية رهن إشارة أي افتحاص، مع رفعه سقف التحدي للقيام بالمثل بالنسبة لبعض التنظيمات التي تنتمي إليها تلك “الظواهر الصوتية”، في تلميح منه إلى مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، وهي المؤسسة التي يعلم نساء ورجال التعليم أوضاعها الكارثية في جل الأقاليم بسبب الكوارث التدبيرية التي تقع فيها، باستثناء ثلاث أو أربع تجارب ناجحة على غرار أكادير ومراكش.
← توكيل مهمة الإشراف المباشر على العملية الانتخابية يوم التصويت إلى جهاز المفوضين القضائيين بجميع الأقاليم، مما يعتبر إنجازا له وزنه الديمقراطي غير مسبوق في جميع الانتخابات المهنية، بل وحتى تلك المتصلة بالعديد من التنظيمات التي تدعي الديمقراطية وتمارس البيروقراطية.
وبناء عليه، فإن هذه الإجراءات ستقطع بالمطلق مع أية محاولة للتشويش على انتخابات مناديب التعاضدية لكونها باتت بيد جهاز لا يمكن الطعن في مصداقيته، كما يفتح الباب على مصراعيه على المساءلة القانونية والمتابعة القضائية لاحقا لكل من تعود على كيل الاتهامات مجانا ودون أدلة، وهي المهمة التي أوكلها المجلس الإداري لمحاميي التعاضدية.
متابعة لبنى موبسيط