محد أكعبور
مرشد ديني بإقليم الصويرة
باحث في الخطاب والإعلام الديني
الحمد لله السميع العليم وأشهد أن لا إله إلا لله ربنا الحليم وأشهد أن سيدنا محمدا رسولُه الأمين البمعوثُ رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
قال الله تعالى في سورة المجادلة الآية رقم 11: يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات .
وإذن ، فلا يكون أهل الإيمان إلا من أهل العلم ، وتلك الرفعة التي تثبت لهم ، هي رفعة في درجات الثواب، ومراتب الرضوان وذلك بالارتباط بالعلم وتوقير وحب العلماء وإن مما يؤكد على رفعة العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بالاستزادة من شيء إلا من العلم، مصداقا لقول ربنا عز وجل في سورة طه الآية 111 : ” وقل رب زدني علما” .
قال ابن حجر : “هذه الآية واضحة الدلالة في فضل العلم ، لأن الله تعالى لم يأمر نبيه بطلب الاستزادة من شيء إلا من العلم” .
وذلك لأن العلم له أثر في الحياة البشرية لإعمار الأرض وعبادة رب الأرض في الطول والعرض وبالعلم بالدين يصان العرض .
ولابن عبد البر مؤلف سماه : “جامع بيان العلم وفضله” ، مما تضمنه من أبواب مترجِمة للمادة العلمية المضمَّنة في الباب مما يعيه ويدركه أولو الألباب ما سماه : “باب تفضيل العلم على العبادة “.
وقد قيل في شرف العلم أقوال وحكايات من ذلكم : الْعِلْمُ أَشْرَفُ الْأَحْسَابِ وَالْأَدَبُ وَالْمُرُوءَةُ أَرْفَعُ الْأَنْسَابِ ، وهذه لا تحصل لامرئ إلا بالعلم .
فالعلم ميراث نبوي والعالم وريث هذا الميراث، فبالعلم تعتلى الكراسي وترتقى المنابر وللعلم لذة تزيد عن كل لذة كما ورد عن ابن الجوزي .
بالعلم يبلغ المرء مبالغ ، وهذا يدركة كل عاقل وبالغ ، وبالعلم نكون مع الأحرار من هوى النفس والشيطان ونحشر مع الأخيار ونصل الدرجات العلى ونحقق جميع المــــُـنى .
فالدين يمنح للحياة معنى ويحقق فيها للفرد مغنى أي ما يستلذ له به الوجود وتستلذ له به الحياة حتى يعيش الحياة الطيبة وذلك بأن يتخلق بأخلاق العلم ومنها الحياء والحلم ولا دين بدون علم ولا تنمية ولا عمران بدون علم فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
فإلى أن ألقاكم في الحلقة الثانية من هذه السلسة ، نسأل الله القبول في القول والعمل آمين والحمد لله رب العالمين .