انطلقت اليوم الجمعة بمدينة كلميم، فعاليات “يوم المستثمر الذي ينظمه مجلس جهة كلميم وادنون، بشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية، وبحضور المستشار الملكي أندريه أزولاي ومجموعة من الوزراء وعدد من الفاعلين الاقتصاديين في القطاعين العام والخاص.
مباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم وادنون، قالت في كلمة لها بالمناسبة إن تنظيم هذا اليوم المخصص للاستثمار يأتي استجابة للتوجيهات الملكية المتضمنة في خطاب افتتاح البرلمان في أكتوبر 2022، وانسجاما مع التوجهات التي جاء بها الميثاق الجديد للاستثمار في إطار روح وطموح النموذج التنموي الجديد.
وأضافت رئيسة الجهة أن هذه التظاهرة هي مناسبة لتسليط الضوء على المؤهلات الاقتصادية والتنموية والبشرية والاطلاع على الاستراتيجيات القطاعية الطموحة بجهة كلميم واد نون، والتعرف على المزايا الاستثمارية المفتوحة في وجه المستثمرين على الصعيد الجهوي والوطني والدولي.
وأوضحت أن تنظيم “يوم المستثمر” بشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، يأتي باعتبار الأخيرة من المؤسسات التي تعمل على تشجيع الاستثمار، وتعد من أكبر الممولين متعددي الأطراف للتمويل عن طريق القروض والمساهمات في رؤوس الأموال المقدمة للمشروعات الإنتاجية والاقتصادية، وتحظى بمكانة متميزة في الاقتصاد العالمي في إطار العولمة الاقتصادية.
وزادت المنتخبة ذاتها أن من بين أهداف هذه التظاهرة الجهوية ذات البعد الوطني والدولي، تقديم إجابات موثوقة ومفيدة للتحديات المتعلقة بالاستثمار في الجهة، وتسليط الضوء على إمكاناتها والفرص المتاحة بها، والتفكير في مستقبلها من حيث إحداث فرص الشغل والرفع من مؤشرات التنمية بها، وتحسين وتقوية جاذبيتها.
وأوردت بوعيدة أن هذا الحدث يشكل فرصة كبيرة لإبراز ديناميات الجهة ومجهوداتها لاستقطاب الاستثمارات وخلق فرص استثمارية حقيقية، وهو مناسبة لضمان التبادل المربح بين مختلف القطاعات والفاعلين، من خلال اكتشاف فرص جديدة، وتعبئة مستثمرين جدد وتبادل التجارب والخبرات.
وذكرت المسؤولة الجهوية نفسها أن جهة كلميم وادنون هي فضاء واعد للاستثمار في مختلف مجالات التنمية يوفر للمنعشين والمستثمرين قبلة حقيقية للإبداع وبناء وحدات الإنتاج، بما توفره الدولة والجماعات الترابية من بنيات تحتية، كالسد الكبير لفاصك، ومشروع الطريق السريع تزنيت الداخلة، ومطار كلميم، والمستشفى الجامعي، بالإضافة إلى ما هي مقبلة على إنجازه من منشآت ومشاريع حيوية أخرى مهيكلة مبرمجة ضمن عقد البرنامج بين الدولة ومجلس الجهة.
وعلى رأس هذه المشاريع، ذكرت بوعيدة، تحلية المياه وإحداث مدار سقوي بمحيط طانطان ومنطقة الأنشطة الاقتصادية، وإعداد وصيانة مدارات نشر مياه الفيض، والبرنامج الجهوي لتنمية تربية الأحياء المائية، وتأهيل مينائي سيدي إفني وطانطان، وإحداث رحلات طيران وطنية ودولية جديدة، وغيرها من المشاريع التي يتضمنها مشروع برنامج التنمية الجهوية 2022/2027، وقالت: “هي رسالة واضحة منا للتأكيد على دور ومجهودات مجلس الجهة في دعم وحماية فرص الاستثمار والنهوض بها عبر توفير البنيات التحتية الأساسية بهدف ضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي بالجهة”.
وأكدت مباركة بوعيدة أن الجهة تطمح من خلال هذه التظاهرة إلى فتح أبواب المنطقة على شراكات متعددة مع فاعلين عموميين وخواص، وعلى شركاء وطنيين ودوليين، وتعبئة جميع الفاعلين المعنيين حول خارطة الطريق الاستراتيجية التي تسعى الجهة من خلالها إلى تحسين مناخ الأعمال.
ومن أجل ذلك، تورد المسؤولة ذاتها، تمت برمجة مجموعة من الورشات التي ستسلط الضوء على مختلف البرامج والاستراتيجيات القطاعية التي توفر قاعدة صلبة للاستثمار بالجهة، والتي تعد بآفاق واعدة في مجالات حيوية كالطاقات المتجددة والصيد البحري والسياحة والفلاحة.
وستكون هذه الورشات فرصة لإثراء النقاش حول مواضيع متعددة تستهدف خلق بيئة مواتية لريادة الأعمال وتحرير إمكانات المقاولات من أجل تحسين مسار المستثمرين، وبذل المجهودات من أجل تعبئة التمويلات اللازمة لتحقيق انتعاش اقتصادي أفضل، وتحسين الولوج إلى الطاقات المتجددة وتعزيز التنافسية اللوجستيكية”.
وأشارت بوعيدة في ختام كلمتها إلى أن “يوم المستثمر” فرصة لتحديد مشاريع الأوراش التي ينبغي تنفيذها، وتلك التي ينبغي تسريعها، بتراب الجهة لتحسين مناخ الأعمال بشكل مستدام ومهيكل، ولا سيما تسهيل وتشجيع الفعل المقاولاتي، وتمكين المستثمرين من آليات ووسائل نجاح الاستثمارات، لضمان ديمومة الدينامية الاقتصادية الجهوية.