عبد الله أيت المؤدن.
نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، يوم الخميس 14 دجنبر 2023 المنتدى الجهوي حول السياحة والسينما في نسخته الأولى تحت شعار “القطاع السياحي والسينمائي، رؤية وتكامل” وذلك بقصر المؤتمرات بورزازات.
وقد حضر هذا الملتقى السياحي والسينمائي عامل إقليم ورزازات “السيد عبد الله جاحظ”ونائب رئيس جهة درعة تافيلالت عبد الرحمان الإدريسي و رئيس المجلس الاقليمي ورزازات و رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت ورئيس الجماعة الترابية لورزازات و رئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة درعة تافيلالت والمدير الإقليمي لوزارة السياحة لورزازات و باشا مدينة ورزازات و مدير المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية والفندقية والسياحية لورزازات وعميد الكلية المتعددة التخصصات بورزازات والمدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب قطاع الثقافة وأعضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت، وبعض المؤسسات السياحية والسينمائية وبعض أساتذة وطلبة المعهد المتخصص في المهن السينمائية بورزازات والكلية المتعدد التخصصات بورزازات وممثلي بعض مؤسسات البنكية وممثلي جمعيات المرشدين السياحيين والسينمائيين والنقل السياحي وبعض مهني المجال السياحي والسينمائي بجهة درعة تافيلالت وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية و الجهوية والوطنية.
واستهل بنرامج هذا المنتدى بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، وبعد ذلك الكلمات الافتتاحية التي استهلت بكلمة لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت والتي من خلالها رحب بالمشاركين في المنتدي الجهوي للسياحة والسينما ولكل الشركاء، مشيرا أن المنتدى جاء تنظيمه في إطار الدور المهم الذي تقوم به غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت ، حيث ترغب وتهدف من خلال هذه المبادرة في المساهمة بفعالية في تنمية الاقتصاد الجهوي وكذا إبراز الإمكانات الكبيرة التي تمثلها السياحة والسينما في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي بالجهة، مؤكدا على الدور الهام و الأساس الذي تلعبه كل من قطاع السياحة والسينما باعتبارهما المحركين الأساسيين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بجميع أقاليم جهة درعة تافيلالت.
وتلتها كلمة عامل اقليم ورزازات عبد الله جاحظ التي ألقاها بالمناسبة امام الحاضرين للمنتدى مرحبا فيها بكل المشاركين وتمنيا التوفيق والنجاح للمنظمين، حيث أكد في البداية على هذه المبادرة تعد فرصة وسبيل للنهوض بهذين القطاعين، باعتبار اقليم ورزازات يزخر بأهم الثروات الطبيعية السياحية والسينمائية.
مضيفا في ذات الكلمة أن اللقاء جاء لتعزيز الترافع من أجل الحفاظ على المنتوج الطبيعي وتطويره كنموذج سياحي وسينمائي رصين رغبة في تنمية محلية مستدامة، داعيا الجميع الى الانخراط الفعال والجاد ومد جسور التواصل لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الشركاء المعنيين، وتقوية الشبكات الوطنية والدولية في هذا المجال والمساهمة في صياغة خطط عمل تشاركية بين كل المتدخلين والفاعلين، كما حث الجميع للعمل على بلورة استراتيجيات تهم ارساء دعائم التنمية الاقتصادية لهدين القطاعين الحيويين وتكثيف التعاون وبذل المزيد من الجهود من أجل الرقي والدفع بالنمو الاقتصادي وتنزيل مشاريع مدرة للدخل وخلق فرص الشغل بإقليم ورزازات. وكما أضاف عامل الاقليم أن تنفيذ البرامج المرتبطة بالسياحة والسينما المتضمنة في البرنامج الجهوي للتنمية، يتم عبر التعاقد والشراكة مع مختلف الفاعلين والمؤسسات الحكومية، وذلك من خلال حثه الجميع على بدل الجهود و إدماج كل الفاعلين داخل أنساق مؤسساتية من شأنها تثمين المؤهلات التي يزخر بها اقليم ورزازات خاصة والجهة عامة،والتي تراهن على مكوناتها المجالية، قصد تحقيق تنمية مستدامة قائمة على أسس الإندماج والالتقائية، و ذلك انسجاما مع الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره القائد الأول للتنمية في كل المجالات و بكل جهات المملكة المغربية.
هذا وألقا بالمناسبة عبد الرحمان الادريسي،نائب رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، كلمة استهلها بالشكر والامتنان لكل الحاضرين وللمنظمين لمنتدى السياحة والسينما بمدينة ورزازات، وعبر من خلالها كذلك على أن المنتدى حدث من شأنه أن يرصد عناصر التفاعل بين مجالين يشكلان في جوهرهما النواة الصلبة للتنمية بالمنطقة، وهي فرصة تستوجب بحث كل السبل الممكنة لإدماج المكون السياحي ضمن منظومة السياسات الترابية، ولعلها إرادة تحذو مجلس جهة درعة تافيلالت، إذ ما فتئ يطرح كل الاقتراحات الرامية لرسم معالم هوية مجالية مميزة ولا غرو في ذلك، و المنطقة متجذرة في التاريخ، و رسمت لنفسها صورة براقة في تاريخ المملكة الحديث و ذلك عبر الفعل السياسي ذي الأثر الكبير والذي تشهد المملكة الشريفة تجلياته السياسية والتنموية إلى حدود اليوم، و ذلك لكون المنطقة مهد دولتين عريقتين، الأولى الدولة السعدية بتمكروت بزاكورة بمنطقة درعة، والثانية الدولة العلوية الشريفة بسجلماسة بالراشيدية بمنطقة تافيلالت ، مضيفا “إن إقليم ورزازات يشكل مكونا مجاليا هاما ضمن البنية الترابية للجهة، لما يزخر به من إمكانات طبيعية تتميز بالثراء والتنوع، ولاسيما في الجوانب المرتبطة بقطاع السياحة، مما يؤهله ليحتل مركز الريادة لأجرأة المخطط الجهوي للسياحة وفق رؤية داعمة للمبادرات السينمائية، في سياق اتفاقية شراكة جامعة لكل القطاعات الحكومية و الفاعلين الترابيين والمستثمرين، والهادفة الى تثمين الإمكانات الطبيعية والأرصدة التاريخية التي تزخر بها المناطق الجبلية والواحية، عبر برمجة جملة من المشاريع التي ستشكل رافعة للنهوض بهذا الإقليم”.
وفي ذات الكلمة ،وبالمناسبة، أعطى بعض أرقام ولعل أهمها ما جاء في اتفاقية برنامج تنمية سياحة الجبال والواحات بالجهة، والتي بموجبها تمت تعبئة غلاف مالي لفائدتها قدره 1,388 مليار درهم، حيث تبلغ نسبة مساهمة مجلس جهة درعة تافيلالت 610,5 مليون درهم، من أجل إنجاز مجموعة من لمشاريع الهامة، و ستشكل هذه المبادرة نقطة ارتكاز لدعم البنية التحتية السياحية، كما تعد حافزا للاستثمار والتنافسية السياحية للجهة، إضافة إلى ذلك، فقد تم إبرام اتفاقية شراكة مع المجلس الجهوي والمجالس الإقليمية للسياحة بمبلغ مالي قدره 7 ملايين درهم، بتمويل خاص من الموارد الذاتية للجهة، هده العمليات التعاقدية ستقوم بدور الرافعة لجذب استثمارات أخرى من طرف الفاعلين الخواص”.
وأشار الإدريسي، في ختام كلمته، أن رئيس و أعضاء مجلس جهة درعة تافيلالت، يسعون جاهدين لإدماج الاقاليم المكونة له، باعتباره الشريك الرئيسي لتنزيل كل المخططات والبرامج، عبر إبرام اتفاقيات ضابطة للالتزامات، تسهر على مواكبتها و تتبعها لجن تحت إشراف السادة العمال، وذلك بتنسيق مع كل المصالح والمؤسسات والجماعات المعنية، ولعل إقليم ورزازات قد بادر إلى تنظيم هذا المنتدى، الذي يعتبر فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر بشأن المسألة السياحية عبر مساراتها المتعددة.
فيما استمرت فقرات البرنامج التي توزعت بين ثلاث فقرات الأولى خصصت لمؤهلات وإكراهات قطاع السياحة والسينما بجهة درعة تافيلالت والتي درات محاورها حول المؤهلات والبنية التحتية ثم المؤهلات السياحية لدرعة تافيلالت نحو بناء منظومة سياحية جهوية بالإضافة الى محور مؤهلات والبنية التحتية السينمائية. وأما الفقرة الثانية تمحورت حول أفاق منطقة درعة تافيلالت، حيث تم مناقشة خريطة الطريق لتطوير قطاع السياحة واستراتيجية تطوير قطاع السينما ثم الميثاق الجديد للاستثمار. فيما خصصت الفقرة الثالثة والأخير لبرامج الدعم والترويج.
واختتمت فعاليات المنتدى بجلسة ختامية تضمنت مجموعة من التوصيات وهي :
– ضرورة خلق واقع سياحي وسينمائي بإقليم ورزازات جديد ومتطور عبر وضع برامج تشجيع مبادرات خلق أستوديوهات.
– إنشاء مناطق للسياحة الجبلية والترفيه بكامل تراب جهة درعة تافيلالت.
– خلق الفنادق بمعمار محلي والتسويق بالآليات الرقمية الجديدة.
-إخراج مشروع القرية السنيمائية الى حيز الوجود.
– إنشاء فضاء للترويج السينما بورزازات.
- تجديد وتحديث الوحدات الفندقية السياحية وتعزيز الربط الدولي والجهوي للجهة وتفعيل مشاريع المنتجعات السياحية واعادة تطوير المناطق السياحية.
- تحفيز الإنتاجات السنيمائية وإقرار حوافز ضريبية وتوفير أماكن ووعاء عقاري بأثمنة مشجعة بالنسبة للمستثمرين- خلق فضاءات للفنون بورزازات.
كما اختتم اللقاء بتلاوة برقية الولاء والإخلاص مرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.