عبد الله أيت المؤدن.
في يوم الأحد الاخير من شهر يناير كل عام، تتجه قبيلة فدراكوم الى ” رأس وادي الرباط ” رجالا ونساء وأطفال وشيوخا وشبابا.هذه المنطقة تبعد ببضع كيلومترات عن فدراكوم ومدينة ورزازات،وتحديدا في اتجاه المسلك الطرقي الذي يؤدي الى ايت بن حدو و في اتجاه حدود ” امردول ” المتمثلة في جبل ” نُوغْمِير” ومنطقة تسمى ” مِكْنَا”( بتكسير الميم و تفخيم الكاف وتسكينه ) وهو مكان خاص بالرعي وذلك لإحياء موسم ” أيت الرباط” الذي إعتاد اهل فدراكوم على تنظيمه.
وحسب الروايات الشفاهية أنه المهد الاساسي والاصلي لقبيلة فدراكوم وهو يبعد عن الحي الحالي للقبيلة بحوالي 10 كلم و السبب في مغادرتهم للمكان الأول ودائما حسب الروايات كان جراء فيضانات وادي الرباط خلال العشرينيات من هذا القرن .ومايزكي هذا الطرح ويقويه القبور التي لازالت قائمة بعين المكان وشاهدة على أنه كان مأهولا بالساكنة و كذا الحقول التي لازالت تستغل إلى يومنا هذا فلاحيا من طرف بعض الاسر في المنطقة المسماة” تغزوت ” بالإضافة البناية القائمة في نفس المكان.
ومنطقة ورزازات تتميز بتنوع موروثها الثقافي المحلي من أهازيج ورقصات وأعراس و مواسم …وهذا ليس بغريب عن المنطقة التي عُرفت بتعايش ساكنتها بسلام منذ زمن .
هذا فالمعروف عن اهل فدراكوم أنهم كانوا يستوطنون ” إِمَرْدَال ” جمع ” أَمْردُول ” وهي منطقة منبسطة تغيب عنها التلال وغير صالحة للزراعة وصالحة للراعي ولتأمين الماء عملت القبيلة على حفر عدد كبير من الآبار في المنطقة لذلك نجد قبيلة فدراكوم معروفة بالرعي و بتربية المواشي حيث كانت تملك الكثير منها .
وكانت قبيلة فدراكوم الى عهد قريب تتجه الى ” رأس وادي الرباط ” في مثل هذا اليوم مستعملة الدواب بشكل جماعي و احتفالي مرددة ” أذكار ” توحيد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه والسلام وهي طقوس معروفة في منطقة ورزازات لدى الساكنة والمزارعين ، حيث يقام ” المعروف ” وجبة الكسكوس تضامنا بين اهل القبيلة.
ويختتم الموسم بعد أداء صلاة العصر ورفع أكف الدراعة إلى الله تعالى سبحانه بالدعاء لأهل القبيلة وعامة المسلمين مع طلب سقوط الغيث .