بقلم : ذ مصطفى البوزيدي
الكاتب الإقليمي لحزب الحركة الشعبية بالعرائش
عندما نقرأ التاريخ متجردين من العاطفة يمكن لنا ان نشكل مقياسا للحرب التي تشن على المملكة الشريفة من قوى إقليمية تستهدف هوية الأمة-الدولة المغربية من خلال الخطابات المتعالية التي تؤشر على البؤس ، و تُعبر في ذات الوقت عن القرار الحقيقي السياسي بالاليزيه و أدواته الوظيفية ” العسكريتارية الجزائرية ” ، و لاسيما أن هذا التصاعد طفا بعد تطهير معبر ” الكركارات ” من المليشيات الإرهابية التي تهدد الوحدة الترابية بالوكالة لهذه القوى البائسة التي تحاول لَيْ ذراع المملكة من خلال عدة تحركات من بينها ” البرلمان الأوروبي” للابتزاز و الاستفزاز وفق مخططات لا تنطبق مع الواقع و المتغيرات الدولية و الحسابات الإقليمية الصادمة لهؤلاء المفلسين بالمعنى الواسع ، فَتَحول المغرب إلى قوة إقليمية بالنوع و الكم ثم من خلال حلفائه و الدعم الدولي لعدالة القضية المغربية و المساحات الجديدة التي تشكلت خاصة إفريقيا …بالمقابل أصبح للمملكة مسؤوليات أخلاقية اكبر من خلال القوة الايجابية و منهجية اليد الممدودة التي تنادى بها ” جلالة الملك ” حفظه الله ، وهو ما لمسناه في كلمة الأخ الأمين العام السي ” محمد والزين ” باسم الشعب المغربي في اجتماع برلمان ” منظمة التعاون الإسلامي ” المنعقدة بالجزائر .
إنّ كلمة الأخ الأمين العام السي ” محمد والزين ” هو تعبير وانعكاس لمختلف القوى الحية بالبلاد و أقطارنا العربية و الإسلامية و الإفريقية ضد السياسات الاستعمارية الامبريالية المتآمرة ضد مصلحة شعوب المنطقة ، و من الطبيعي _ بل البديهي _ أن تكون المملكة المغربية الشريفة تحمل شعلة نضال فّعالة أخلاقية و مؤثرة تأتي ثمارها من خلال سياسة : ” رابح – رابح ” و ” الانفتاح على القوى العالمية بمنطق المصلحة المشتركة للأمم ” و ” احترام سيادة الدول و العمل على تطبيق القانون الدولي ” … بالتالي الرد الصاعق الجامع الكاشف للأخ الأمين العام على ممثلة برلمان ” الانديز “التي تشكل مثالا صارخا و وجها من أوجه العمالة لهذه الدول الاستعمارية وأدواتها الوظيفية بالمنطقة ، و هذا لم يخفى على الأخ ” محمد والزين ” ممثلا عن الأمة المغربية و هو يذكر بالنضال المشترك و الحركات التحررية التي ساهم فيها المغرب ، ليأتي المسوخ الزائفين بجريرة التطاول على وحدة أراضي الشعب المغربي التي تقع على أكتاف التحريض والشحن والدعم ” العسكريتارية الجزائرية ” ! هذا النظام الذي أوجد ضمان استمراريتة بعقدة العداء للمغرب و استعباد الشعب الجزائري بأساليب بائدة تضخم من امتيازات الإمبريالية الفرنسية ، لكن انهيار الأسوار و انكشاف الغشاوة المطبوعة بالهوان و الذل و الميوعة هو ما عبر عنها الأخ الأمين العام بصورة مكثفة خلال كلمته لكل الحضور و العالم .
ذلك أن المستعمر و أدواته الوظيفية لا يعرف معنى احترام إرادة الشعوب و الأمم ، و يرى أن الاستمساك بالغريق المشرف على الغرق صورة من صور ” شمشونية ” ( علي و على أعدائي ) ترسلها هذه الدولة الاستعمارية ( الافرنجة ) عبر أدواتها المباشرة لفقدانها الزعامة كمخاطب أوروبي و وكيل على إفريقيا و المجال الإقليمي كضيعة سائغة تُجيز لنفسها ضرب الأسافين و خلق البلبلة في المنطقة عيان بيان ..! لهذا لا نستغرب ! _كما تضمنته كلمة الأخ ” محمد والزين ” _ هذا التجاوز و الوقاحة من هذه القِوى المتساقطة ومكابرتهم و هي تعزل الوعي عن أدواتها الوظيفية و تَسلب العقل و تُجمده بوقائع كاذبة و أساطير فجة من قبيل الحث على اتهام المغرب في مناسبات عدّة الغاية منها إشعال المنطقة و تفجير الأوضاع …
و من الرسائل القوية أيضا في كلمة الأخ الأمين العام كممثل للشعب الأمة المغربية هو الإعلان معركة ” المصير و المسار الواحد ” التي تؤكد على اختمار الوعي و لا سبيل للتراجع و الاندفاع نحو التقدم و الحياة الكريمة للشعوب ، و هذا يُخالف طبيعة الاستعمار و آلية اشتغاله من تخدير الشعوب و الإضعاف و طمس الحقائق و ضرب الاستقرار … على اعتبار أن هذه الشعوب نضجت توازناتها و معركة النضال الواحد ضد الاستعمار بكل خطاباته ، و المسار الواحد بنهضة داخلية يكون نزعتها قوية بالانتماء للمضي إلى الإمام لكن كل هذا مشروط بالوضوح و الحسم في المواقف ، خاصة و أن هذه المرحلة التاريخية محتوم عليها النجاح لقضية المملكة الأولى و هذه وحدها تكفي دحض تهافت الدعاية الامبريالية دونما الحاجة و الاستعانة بأدوات وظيفية كشفت عنها زيف الشعارات بل إنما الحق و التحرر و التقدم هو قدر إرادي ذاتي لكل فرد من أجل معالجة الأمراض وإزالة النواقص ، و هذا لا بدافع هذه الدعايات الاستعمارية و تآمرها بل بدافع الإخلاص للتاريخ و للشهداء و الإيمان بالقيم الإنسانية و العربية و الإسلامية و الامازيغية …
و بالنسبة لنا كمغاربة و”كحركيين” فإن حواسنا و وعينا يؤكد على هذه الحقيقة الصادقة من خلال كلمة الأخ الأمين العام ” محمد والزين” و التي لا تدع مجالا للشك أو الالتباس من خلال هذا الوعي المتنامي في نفس الوقت نتقاسمه مع كل الشعوب الحرة لأنه يُمثل مصلحة شعوب المنطقة و تكسبنا الرأي العام الدولي و يكشف بالبرهان الأضاليل و الادعاءات و فساد الضمير لهذه الدولة الوظيفية العسكريتارية و امتهانها التخريب…بالمقابل نجد أننا دولة، مؤسسات و أحزاب خاصة حزبنا “الحركة الشعبية” نساهم في التطور و نستجيب للمتطلبات و نتفاءل بالمستقبل و نضع الأحلام موضع التنفيذ كأهداف رسمناها في مؤتمرنا الأخير “الوفاء لمغرب المؤسسات “، بنضال يُعبر عن الوعي و بصرف النظر عن مجموعة من الاختلالات، لكن مرحليا يجب التجاوب مع هذا المناخ الايجابي و نُمتن أواصر العمل الحزبي التي تنمو و تَقطع مع الحرس القديم لأجل تشبيك الأيادي البيضاء التي أطلقها الأخ الأمين لحزبنا “الحركة الشعبية ” السي “محمد والزين ” نستطيع إعطاء النموذج و إعادة الشتات، بهذه الروح و بهذه النظرة إلى هذه المعركة يستوجب منا أن نرفع وعي المواطن المغربي لينظر كما ننظر و ندخل و إياهم لكسبها ، لأنها معركة داخلية ومعركة خارجية بالتالي وجهان لمعركة واحدة .