كسّرت مدن عديدة عداد “الصفر كورونا” مباشرة بعد مرور عيد الأضحى، وسجلت أولى الإصابات بالفيروس، بعد قدوم مصابين إليها من أجل قضاء عطلة العيد مع العائلات، كما جرت العادة في المواسم الماضية التي شهدت “عيدا عاديا”.

وسجّلت عدد من المدن في مناطق مختلفة من المملكة إصابات متتالية بفيروس “كورونا”، فسّرها البعض بموجة نزوح جماعية قادت عددا من المغاربة إلى مسقط رأسهم للاحتفال بطقوس العيد، بحيث شهدت مثلاً مدن تيزنيت وتماسينت والفقيه بن صالح حالات إصابة مؤكّدة بالفيروس.

ومعروف أنّ غالبية المغاربة فضّلوا الانتقال من مدن المركز صوبَ البوادي والحواضر البعيدة للاحتفال بعيد الأضحى؛ وهو ما أدّى إلى بروز بؤر عائلية، بعد أن ظلّت بعيدة عن الفيروس لأشهر عديدة.

ويسجل المغرب، منذ ما يقارب الأسبوع، أعداد إصابات مرتفعة جدا تقارب الألف بشكل يومي؛ ما أثار الفزع في صفوف العائلات التي احتضنت أفرادا قادمين من مدن تشهد بؤرا وانتشارا كبيرا للفيروس التاجي.

مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني، أورد أن المستقبل سيكشف وجود حالات أخرى مستقبلا؛ وذلك بسبب التراخي الكبير الذي ظهر على المواطنين، خلال الأيام الأولى من العيد ويستمر كذلك بعده.

وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العشرة أيام المقبلة كفيلة بتحديد مدى بروز حالات كثيرة، مقرا بأن ما جرى كان متوقعا منذ مدة؛ لكن كل شيء سيتحسن شريطة التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية الأربعة المعروفة.

وأكمل خبير الفيروسات المغربي أن ما يجري ستكون له عواقب وخيمة في حالة لم يتم الانتباه جيدا إلى أدق التفاصيل، مطالبا المواطنين باحترام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات فضلا عن النظافة، منبها من مغبة الاستمرار في التنقلات.