سلايدشومدارات

الجزائر تثير السّخرية بعد استضافة “وزير طاقة البوليساريو” لبحث سبل التّعاون

في خطوة جديدة مثيرة للسخرية، استضاف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقبا، ما يسمى بـ”وزير الطاقة” في جبهة البوليساريو، من أجل بحث سبل التعاون بين الطرفين في القطاع، الأمر الذي جرّ موجة من التندّر على الجارة الشرقية للمغرب، التي تواصل “سخافاتها”، وفق تعبير بعض المتفاعلين مع الموضوع.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، استقبل الأحد، وزير الطاقة والنقل لما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، سالك بابا حسنة، لبحث “سبل التعاون في المجال الطاقوي”، حيث اتفق الطرفان، وفق المصدر، على “موالصة التنسيق والتعاون في الميدان الطاقوي وكذا في مختلف الميادين”.

وأثار هذا الأمر، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قالوا إن الجزائر “فقدت صوابها بالكامل، إذ كيف يعقل أن تستضيف وزيراً للطاقة جمهورية تمارس نفوذها على أراضيها؟”، مضيفين: “إلا إن كانت الجارة الشرقية قد منحت ولاية تندوف بكاملها للبوليساريو، التي باتت دولة مستقلة في تندوف!”.

وتعليقاً على هذا الأمر، كتب الفاضل ابريكة، المدون والناشط الحقوقي، “مرة أخرى تفاجؤنا وكالة الأنباء الجزائرية بإيعاز من المشرفين عليها من مهنيي الدعاية بحلقة من مسرحيتها التي ألفنا والتي أهم ميزاتها التضليل والدجل”، مضيفاً: “إلا أنها هنا خانها الواقع الميداني ومعرفة الجميع خاصة من أهل الأمر والمغربيين للموضوع وحيثياته”.

وتابع ابريكة في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، إنه حتى “المعنيين الذين يوظفهم الجنرالات الجزائريون، وهنا أعني قيادة البوليساريو في الرابون، يدركون أكثر من غيرهم بأنه لا وجود لجمهورية اسمها: الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إلا في الخيال”، على حدّ تعبيره.

واسترسل الناشط الحقوقي: “اللهم المسرحية الفاشلة المكونة من مخيمات أغلبية ساكنتها جزائريون من قبائل صحراوية أطرنتهم المخابرات الجزائرية في الكرنفال على الأرض الجزائرية لا علاقة لهم من قريب ولا من بعيد بالساقية الحمراء ووادي الذهب التي يمارس عليها المغرب سيادته”.

ونبه ابريكة في التدوينة نفسها، إلى التطورات الأخيرة التي عرفها ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن “آخر من اعترف بها حزب الرئيس الفرنسي ماكرون بفتحه مكتب ممثليه في الداخلة، ودول الخليج وأغلبية الدول الإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية”.

وأوضح أنه “من خلال هذه المعطيات نستنتج بأن خرافة التوقيع بين وزير الطاقة الجزائري ووزير طاقة الرابوني، عبارة عن عملية شحن أتت لتزكي وتدعم وتضفي نوع من الواقعية الخيالية، خاصة بعد مطالبة وزير خارجية البوليساريو محمد سالم ولد السالك المردود عليها ميدانياً، بعضوية مشروعه الفاشل بالأمم المتحدة، وذلك لإضفاء نوع من الوجود النظري”.

وزاد الشخص نفسه: “إلا أن قيادة الجبهة وأسيادهم الجزائريين أغبياء لا مثيل لهم على الإطلاق لأنهم لم يستوعبوا بعد أن العالم أدرك كل جوانب الفلكلور السياسي الذي ضللته به عقوداً من الزمن، الآلة الدعائية الجزائرية وعبيدها وأزلامهم من قيادة الرابوني ومن هنا على العالم أن يدرك أن وزارة الطاقة الصحراوية لا وجود لها إلا لدى وكالة الأنباء الجزائرية”.

وهنا أستحضر، يضيف ابريكة، “افتراضا أن معدن الحديد الواقع بالحيز الجغرافي لتواجد مخيمات البوليساريو التي تحمل اسم مدننا بالساقية الحمراء ووادي الذهب، كالعيون والسمارة والداخلة وأوسرد وبوجدور، هو الذي تقصد به وكالة الأنباء الجزائرية ومن خلاله تريد الجزائر بناء دولة وسيادة ثنائية على جنوبها”.

وشدد ابريكة على أنه في هذه الحالة، من حق الجزائر “أن تسمي فيه من تشاء أما الساقية الحمراء ووادي الذهب فقيام دولة فيها على نمط جنرالات الجزائر هو عبارة عن طمع إبليس وفرعون في جنان رب العالمين”.

ومن جانبه، كتب الإعلامي المصطفى العسري، معلّقاً على هذا الموضوع: “حسب وكالة الأنباء الجزائرية لسان حال النظام العسكري في الجزائر، ومعها التلفزيون الرسمي فإن لقاءً جمع وزيرا الطاقة بالجزائر وجمهورية تندوف للتباحث حول التعاون في المجال الطاقي”.

واستطرد العسري في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “ليست المفاجأة، هنا حيث تفتقر جمهورية تندوف لأراضي تستغلها لاستخراج الغاز والنفط .. باستثناء أراضي تندوف الجزائرية”..، مضيفاً أن “المفاجأة الكبرى.. هي أن حكومة إبراهيم غالي الانفصالية تفتقر في تشكيلتها لوزير الطاقة.. وبها مدير للطاقة فقط..”.

واختتم العسري تدوينته: “إذن فكما كان للجنرالات القدرة على خلق جمهورية وهمية.. كان لها القدرة على خلق وزير للطاقة دون علم ساكنة جمهورية المخيمات ..”، قبل أن يختتم كلامه بالقول: “فقل سبحان الله يا مؤمن..”.

يشار إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية، تمارس سلطتها منذ ما يزيد عن الـ 4 عقود، على جزء من ولاية تندوف الجزائرية في الصحراء الشرقية، وهو الأمر الذي باتت أغلب دول العالم، تعرفه جيداً، والذي كرّسه أكثر، بسط المملكة لسيطرتها الكاملة على المنطقة العازلة، التي كانت جماعة الرابوني تروّج على أنها أراضي محررة.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى