سلايدشوصحة

الدكتور عبد اللطيف أعموم: يعيش المركز تذبذبا وقلقا عقب كورونا، والخصاص المهول في الموارد ‏البشرية واللوجيستيكية يُضعف مردودية الطاقم الطبي.‏

عبد الرحيم الصالحي/

تتعقب أخبار7 أهم الأخبار والمستجدات الجهوية فالوطنية اتباعا من خلال سلسلة من اللقاءات الحوارية التي نتوخى من خلالها تقريب الرأي العام من حالة اجتماعية أو قضية إنسانية أو نشاط سياسي تقافي.

استأثرت أخبار7 في حديث حصري مع فضيلة الدكتور عبد اللطيف أعموم، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير، حول واقع المركز ووضعية مخزون الدم في ظل أزمة كورونا، حاوره عبد الرحيم الصالحي.

س 1: كيف هي الوضعية العامة للمركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير، وكيف يشتغل؟

ج: مركز تحاقن الدم بأكادير مركزٌ جهوي يُغطي جهة سوس ماسة برمتها، يساعده في ذلك بنكين للدم يتواجدان بكل من تارودانت وتزنيت تمكن مهمتهما في جمع وتخزين الدم وإرساله بعدها إلى المركز الجهوي بأكادير قصد تحليله وتصنيفه، ليتكلف المركز بتوزيعه على مستشفيات الجهة حسب الطلب والحاجة.

يحتاج مركز تحاقن الدم بأكادير يوميا ما بين 100 و120 حاوية للدم لتلبية حاجيات الجهة من هذه المادة الحيوية، ويرجع ارتفاع هذه النسبة إلى كون الجهة شهدت في الآونة الأخيرة إنشاء عدد كبير من المستشفيات الخاصة زيادة على العمومية كالمستشفى الجامعي الذي بدوره يتطلب كمية لا بأس بها من الدم بالرغم من أنه لم يشتغل بصفة كاملة بعد، إلا ان الأطباء المنتسبين إليه في حاجة ملحة للدم باستمرار.

يعيش المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير ضغطا كبيرا من حيث الطلب على هذه المادة الحيوية، أضف إلى ذلك أن عددا من الأطقم الطبية بالمركز أحيلت على التقاعد والبعض الآخر يعاني أمراض تمنعه من الاشتغال حاليا بصفة دائمة. وتعتبر إشكالية نقص الموارد البشرية بوزارة الصحة مشكل وطني تعاني منه غالبية المراكز الجهوية؛ لكن أكادير استثناء؛ ما حتم علينا الاشتغال في عطل نهاية الأسبوع لتلبية الطلب المتزايد.

ترسخت ثقافة التبرع بالدم بجهة سوس ماسة وأكادير خصوصا في الذهنية السوسية منذ القدم ولله الحمد؛ وما أدل على ذلك؛ توافد الناس بكثرة على التبرع بالدم عن طريق جمعيات المجتمع المدني خصوصا جمعيات المساجد التي نتعامل معها باستمرار، وهذا شيء إيجابي ويمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي بالرغم من قلة الموارد البشرية.

س 2: ما هي المشاكل التي يعاني منها المركز بشكل مباشر؟

ج: نحن داخل المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير نعاني من مشكلتين رئيسيتين تساهم بشكل كبير في إضعاف مردودية المركز، الأولى مرتبطة بقلة الموارد البشرية كما أسلفنا الحديث، حيث أن معظم العاملين بالمركز أحيلوا على التقاعد ولم يتم تعويضهم لحد اليوم، ما يجعلنا نشتغل بممرضين أساسيين وهو الأمر الذي يُثقل كاهلهما وزاد من ذلك الحاجة إلى الدم في ظل كورونا، ما ألزمنا دراسة الحالات التي تحتاج إلى الدم الأولى قبل الأولى، واعتماد حق الأسبقية التي يقررها الطبيب المشرف على الحالات المرضية، في حين يتم تأجيل الحالات التي يمكنها أن تتأجل ليوم آخر أو ليومين حتى يتسنى لنا توفير كمية الدم اللازمة، فنحن نضطر إلى تدبير المخزون الاحتياطي المتوفر لدينا، لكن بعض المواطنين لا يتفهمون هذا الواقع، ما يجعلنا في مواجهة مع الأسر التي تحتاج إلى الدم وازعها في ذلك الخوف من فقدان المريض ومتجاهلين واقع المركز والظروف التي يشتغل فيها. أما المشكل الثاني فيتمثل في ضعف اللوجيستيك داخل المركز، فالبناية مثلا أصبحت صغيرة على النشاط المتضاعف الذي أصبحنا نشتغل فيه، بكل بساطة شساعة الجهة وتزايد المستشفيات العمومية والخاصة يفرض علينا التوسع من أجل أريحية كافية، إضافة إلى ضعف الشاحنة المخصصة بالتبرع بالدم والتي نستعين بها بين الفينة والأخرى لكنها أصبحت مهترئة ومتهالكة ولا تدعم عملية التبرع بالدم، لذا فحاجتنا تزداد إلحاحا بضرورة توفير شاحنة خاصة بالتبرع بالدم وفيها كل متطلبات الأريحية والجمالية التي تساعد في تحبيب التبرع بالدم، وما أحوجنا إلى رفع عددها لتغطية الجهة بأكملها.

 

س3: ما هو موقف الوزارة في ظل هذا الخصاص البشري واللوجستيكي؟

ج: في الآونة الأخيرة تم تحديد لجنة برلمانية استطلاعية قصد الاطلاع على واقع حال منظومة تحاقن الدم في المغرب. وقد قامت هذه اللجنة بزيارة عدد من المراكز الجهوية لتحاقن الدم، أسفرت عن تقرير يُعزز المشاكل التي نعاني منها نحن هنا بمركز أكادير والمتمثلة في الخصاص المهول في الموارد البشرية وضعف الإمكانيات اللوجستيكية وحتى القانونية منها، فطبيعة عملنا مرتبطة بالمستشفيات الخاصة والعمومية، لكن الإطار القانوني المُنظم لهذه المراكز تابع لمندوبية الصحة بالجهة، وهذا اللبس والاختلاط يشكل عائقا في كثير من الحالات، وحسب ما أفاذ به الوزير؛ أعتقد أن هذا الإشكال القانوني سيُحل في القريب.

 

س4: ما هو تقييمكم لمخزون الدم بالمركز، وكيف تدبرونه في ظل كوفيد؟

ج: كنا قبل الجائحة نشتغل بشكل يومي ومنتظم، وتمكنا؛ ولله الحمد؛ من تحقيق اكتفاء ذاتي بمخزون يمتد لأسابيع. وتتمثل خطة العمل التي ننهجها في اعتماد المركز كمحطة مُستقرة ودائمة لاستقبال عامة المتبرعين، بالإضافة إلى اعتماد وحدة متنقلة تشتغل بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالجهة ككل- تنضاف إلى الوحدة المركزية- وهو ما يشكل إضافة ثانية لمخزون الدم، كما أننا نعتمد على وحدة متنقلة أخرى تتمثل في شاحنة خاصة لهذا الغرض لكنها آلية تهالكت وتقادمت وأصبح منظرها لا يسر الناظرين ولا يحثهم على التبرع. كل هذا قبل الجائحة؛ لكن؛ ومع قدوم كوفيد ناهيك عن ضعف الموارد البشرية واللوجيستيكية حيث فُرض علينا الاشتغال في المركز كوحدة أساسية للتبرع والتخلي إكراها على اعتماد الوحدات المتنقلة والشاحنة، وقد وفرض علينا واقع الحال الاشتغال نصف يوم تقريبا- أي إلى حدود 3 بعد الزوال- بممرضين أساسيين مع الاستعانة بمجموعة من المتدربين قصد مد يد المساعدة. ومع ذلك؛ فإننا في ظل الظروف المتوفرة اقتربنا كثيرا من تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في توفير 100 إلى 120 حاوية دم يوميا بنسب متفاوتة وفي كثير من الأحيان لا نوفق في الوصول إلى الهدف.

أثرت الجائحة والظروف التي تحدثنا عنها في الحالة النفسية والصحية للطاقم الصحي والإداري للمركز، خصوصا في ظل الجائحة حيث أننا كطاقم لم نحظى بالعطلة السنوية وهذا عامل نفسي آخر أثقل كاهل الطاقم برمته، ترتب عنه الإجهاد والقلق والضغط النفسي، لكننا؛ والحمد لله؛ مجندون من أجل تحقيق غاياتنا الأسمى، وقد نهجنا خطة بديلة تعتمد على الاستعانة بالجمعيات والصفحات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة الناس للقدوم إلى المركز قصد التبرع، وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في تعبئة الناس وبالتالي زيادة مخزون الدم نسبيا.

ونحن؛ من داخل المركز؛ نسجل أن وضعية مخزون الدم مقلقة أحيانا وثابتة في أحايين كثيرة، ويعود هذا التذبذب إلى الخطة التي نهجناها، ففي بعض الأيام تأتينا مجموعات بشرية تابعة لأحد المؤسسات التعليمية العليا بأكادير أو أحد الأندية الرياضية أو جمعيات المجتمع المدني بالمدينة قصد التبرع وهو الأمر الذي يُفرح ضدا في الجائحة، ولكن تأتي أيام عجاف لا نحفل فيها بجمع الكمية المناسبة من الدم وبالتالي يكون محتم علينا كإدارة تدبير المخزون المتوفر لدينا والاشتغال بجهد أكبر بالرغم من الإجهاد والضغط الذي نعاني منه.

لاحظة خلال فترة الجائحة مسألة جد مهمة هنا بمدينة أكادير، فخلال الأيام الأولى للحجر الصحي توافد عدد كبير من المتطوعين ولبو نداء المركز، وهذا شكل استثناء، ولكننا طيلة شهر رمضان لم نشتغل بصفة نهائية، فالتبرع بالدم للصائم ممنوع ولا ننظم عمليات التبرع بالتبرع في رمضان إلا ليلا، وليل رمضان هذه السنة كان استثناء وبالتالي شهد المخزون تراجعا كبيرا وتذبذبا ما بين المُقلق والثابت.

س5: كلمة خيرة

ج: مركز مدينة أكادير لتحاقن الدم؛ ولله الحمد؛ مشهود له منذ القدم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من مخزون الدم، فنحن نشتغل دائما وفق خطة تتمركز حول توفير حاجاتنا من الدم لأسبوع، بالرغم من أننا بين الفينة والأخرى نعيش حالات استثناء تُحتم علينا الاشتغال أكثر لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهذا لا يتأتى إلى بالرغبة الحميدة للمتبرعين السوسيين اللذين نشكرهم من هذا المنبر على دعمهم المتواصل والدائم والمستمر عبر التبرع بالدم.

في الأخير أدعو الجميع إلى التبرع بالدم لأنه صدقة جارية وعمل إنساني، ونحن داخل المركز في ظل الجائحة نحتاج إلى الدم يوميا ونوفر الوقاية التامة، كما نلتزم الالتزام التام بالضوابط الاحترازية للوقاية من كوفيد19، بالإضافة إلى أن الطاقم الطبي والإداري المشرف مُلتزمون بالضوابط الاحترازية ونوفر المواد اللازمة للتعقيم، ونخبر عموم الناس أن المركز يتوفر على كمامات احتياطية رهن إشارة المُتبرع الذي نسي كمامته، فعوامل السلامة أولويتنا ومتوفرة في المركز، لذا؛ ندعو الجميع إلى التبرع والتبرع ثم التبرع.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى