تعد السياسية مبنية على أساس قطف الثمار السياسية المصلحية الضيقة و التي تخدم مستقبلها السياسي، وبما يضمن نوع من الاستدامة لهذه الخيرات مع تدويرها على الأهل والأقارب وضمان أيضا تقاعد سياسي مريح ،فهي لا تفوت فرص وجودها في منصب عمومي لحلب الأموال العمومية وبقدر اكبر دون مراعاة فروض الضمير الأخلاقي ،وهناك حالات كثيرة ظاهرة أمامنا نتعايش معها يوميا دون آن تتعرض لأي حساب أو عقاب ،وإنما يتم تجزيتها لضمان صمتها مادام الأمر يتعلق بشبكة للفساد ممتدة ومتعششة داخل أجهزة الدولة ،فممارسة السياسة في المغرب بمعنى من المعاني تقترن إلى حد كبيير بالاسترزاق منها ونيل كرمات السلطة، حتى وإن كان ذلك على حساب المبادئ التي تباع في سوق السياسة وبأبخس الأثمان ،فالكل في حالة تأهب مستمرة لقبول الطلب والعرض لبيع أسهم المواقف وتبديلها وتغييرها وإدراجها في خندق تمجيد وتبجيل السلطة.
لا يختلف إثنان أن السمة الغالبة على النخبة السياسية في المغرب هي الطابع المغلق حيث تدور على نفسها وعناصر التجديد والتداول لا تتم إلا في السياق العائلي ،حيث تنتقل السياسة بين الآباء والأبناء ،فابن السياسي هو سياسي بالفطرة أو عن طريق الاكتساب أو عن طريق الجبر والغصب تحت ضغط الآباء ،فالابن يكون سر أبيه سياسيا ويتسلم شارة العمادة السياسية عندما يتقاعد الأب ليكمل مشوار التحصيل وتبوء المراتب الأولى وتحقيق ما عجز عنه الأب على المستوى السياسي ،فالأب السياسي يعبد الطريق لابنه في الأجهزة القيادية للحزب وفي المؤسسات المنتخبة كالمجالس الجهوية والإقليمية والجماعية والبرلمان .الغيبوبة السياسية هي حالة فقدان الوعي السياسي وعدم قدرة النخب على التجاوب والتفاعل مع البيئة المحطة بها، مما يؤدي إلى زيادة الهوة بينها وبين الآخرين، وخصوصا المواطنين البسطاء. وتصبح بذلك لا تبصر حقيقة الواقع المحيط بها ولا تدرك ما يدور حولها.
لم يبق أمام النخب الحاكمة إلا أن تصحو من غيبوبتها، وأن تعي أن الوضع المعيشي للمواطن لم يعد يحتمل أي تأجيل، وأنه قد آن الأوان لأن ينتهي هذا العبث قبل أن نفقد كل شيء، لا سامح الله.
أحمدالصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهةالداخلةوادي الذهب