إن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يسعى لتحقيق إقلاع تنموي، ولايمكن أن يتحقق هذا الاقلاع دون القطع مع ثقافة الريع المستشرية في هذه الربوع، ثقافة الاتكالية، ثقافة البقاء للأقوى، ثقافة الترضيات، ثقافة أنتجتها المحاباة المفرطة لأطراف لم تقدم إجابات عملية وموضوعية وحلول لقضية الصحراء المغربية، بالقدر الذي أزمت هذا الملف بفعل حساباتها السياسوية الضيقة، وجعل الوطنية شعارا للتسول والربح والاغتناء السريع وابتزاز الدولة، هذه الثقافة اليوم يجب ان تنتهي، لتحل محلها ثقافة الاستحقاق والكفاءة والمصداقية والعمل المتواصل خدمة لقضايا الوطن الذي يحتاج لجميع أبنائه، وطن غني بتعدد روافده الثقافية ومكوناته الهوياتية والذي يستحق أن يكون اجمل مما عليه اليوم.
هذا إذا كنا نريد فعلا أن ننجح أي نموذج لأي تنمية… ولن يتحقق هذا الطموح والشوق إلا بالمشاركة السياسية للشباب المغربي في أقاليمنا الجنوبية، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل !
و على ذلك بأن الملك محمد السادس نبه، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، إلى ضرورة استنهاض دور المجتمع المدني في مختلف مناحي الحياة الثقافية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مبرزا أن جلالته أكد على الإيجابيات التي ينبني عليها دور الجمعيات في تكامل وانسجام تامين مع السياسات العمومية.
نؤكد على أن الوحدة الترابية محطة أساسية للمجتمع المدني في مواجهة كل الصعاب التي تعترض الوطن، وذلك بوقوفه سدا منيعا وحصنا واقيا في وجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الوطن وسيادته.
وأن التأكيد الملكي في هذه الرسالة، أن الدبلوماسية التقليدية لم تعد قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، وبالتالي يجب استيعاب الفاعلين غير الحكوميين وتوظيف الدبلوماسية الموازية للدفاع عن المصالح العليا للوطن، بما في ذلك دبلوماسية المجتمع المدني.
وأن التأثير على المستوى الداخلي يتمثل في تعبئة جمعيات المجتمع المدني للرأي العام الداخلي بهدف دعم الجبهة الداخلية وتحصينها، وذلك من خلال عقد ندوات ولقاءات وسلوك سياسة موضوعية للتأثير في الشبكات الاجتماعية.
أن قضية الصحراء هي جوهر الوحدة الوطنية للمغرب، مبرزة أن جلالة الملك دعا في خطابه جميع المغاربة كل من موقعه، مواصلة التعبئة واليقظة، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية، التي تعرفها الأقاليم الجنوبية. أحمد الصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب ورئيس مجلس الإتحاد الشباب الافريقي والمجتمع المدني بإفريقيا.