ثقافة وفنسلايدشو

تعلن تنسيقية النقابات الفنية بجهة سوس ماسة عن تضامنها اللآمشروط مع سائر الفنانين المغاربة وفي طليعتهم المناضل النقابي والكاتب والفنان السينمائي والمسرحي “رشيد أسلال”،

تنسيقية النقابات الفنية بجهة سوس ماسة
أكادير في: 16 دجنبر 2020
تعلن تنسيقية النقابات الفنية بجهة سوس ماسة عن تضامنها اللآمشروط مع سائر الفنانين المغاربة وفي طليعتهم المناضل النقابي والكاتب والفنان السينمائي والمسرحي “رشيد أسلال”، على ما لحقهم من شر على شبكات التواصل الاجتماعي من طرف تباع الإيديولوجية الداعشية التكفيرية، الذين يرتزقون باسم الدين في مواقع التواصل الاجتماعي معتقدين أنهم دعاة، والحاقدين على الفن والفنانين وعلى الفكر الديموقراطي الحداثي، والثقافة التنويرية.
وبالتالي نطرح السؤال عن آفاق تنامي وتفاقم زلات هؤلاء الوعاض، المتلفعين بثوب الإنقاد والخلاص إزاء الفن والفنانين خصوصا منهم الأمازيغيون.
فهاهم بطلعاتهم المصورة يبدعون في إيجاد الغطاء الشرعي لزلاتهم ، ونتسائل عن تاريخ تكوينهم ومستواهم الدراسي لكونهم يتجرؤون في إصدار فتاوى التحليل والتحريم، مستغلين حساسية المغاربة إزاء دينهم السمح، ومستغلين قابلية تصديقهم او ما نسميه بصدق النية.
أطلقوا العنان لمهاجمة أعراض الناس كما وقع مع العديد من الفنانات والفنانين، يحطون من قيمة النساء خصوصا الفنانات مستعملين المراوغات الكلامية وأن كل من سمح لزوجته بالعمل في المجال الفني فهو كافر.
لقد تتبعنا تعقيباتهم الخاوية المدونة والمصورة، المعتمدة على مظاهر التدين في اللباس واللحية والقسم بالله، وتنميق صيغ الإلقاء، ودغدغة العواطف بالمؤثرات والخلفيات الموسيقية بمقامات شرقية حزينة وإرفاقها بشهيق وبكاء مقزز …
نذكرهم -وهذا غيض من فيض- بالرايس الحاج بلعيد أنه لم يكن محتاجا لتلك الاجتهادات الدخيلة ليوصل للناس مضامين ومعاني الأحاديث النبوية الشريفة للبسطاء في الأرياف. ولا الرايس الحاج المهدي بن مبارك لم يكن ينقصه الصدق ليحكي بشعر أمارك ويعلم الناس مناسك الحج بأدق تفاصيلها، ولا الرايس محمد الدمسيري لم ينهج الببغائية ليعانق هموم الجماهير ولا الرايس الحسين جانطي لم يكن مدفوعا ليناضل ضد المستعمر، ولا كل “إماريرن”شعراء احواش والفنون الجماعية التقليدية عباقرة النظم، لم يحتاجوا للكنة القريشية المنمقة ليوصلوا المعاني السامية والراقية في الدين والأخلاق لتستقبلها الجماهير الغفيرة بالاستحسان والرضا والحفظ عن ظهر قلب.
فشجبنا قوي لهذه الحملة الشرسة التي التي تقودها كل العناصر الضلامية ضد الثقافة الأمازيغية ذات التاريخ الحضاري العميق والمتفاعلة تاريخيا وبكل قيم التسامح مع كل مكونات الثقافة المغربية المتنوعة والغنية.
فكل هذه الاجتهادات الداعشية المعتمدة على السخرية والإكراه والألفاظ العنيفة الدخيلة على ثقافتنا، والتي وجدت في الأعراس والمناسبات الدينية تربة خصبة لها، وساهمت وسائل الاتصال والتواصل التكنولوجية في اشاعتها، لم يجد المجتمع المدني والمثقفين امامها سوى الاستغراب مترددين في إبداء موقف أو رأي في مواجهة موجة زرع الفتن داخل الأسر وفي المجتمع…
وأمام تنامي وتكاثر موجات الفكر الداعشي المنفلتة من عقال التخلف فإننا لندق ناقوس الخطر المحدق بالثقافة والمثقفين والفن والفنانين، ولنتنبأ بالتأثير السلبي للأفكار الداعشية على المجتمع وخدمة الأجندات السياسية لأعداء الأمن والاستقرار، ونشدد على أهمية ودور الفن الرائد في اشعاع الفكر التنويري العلمي والحداثي و تغيير المفاهيم الرجعية وتطوير الوعي السياسي للمجتمع وتقوية تماسكه. وإننا نمجد بالمناسبة دور الفن والثقافة في التنمية الشاملة لوطننا، وأدوارهما المباشرة وغير المباشرة في تحقيق التواصل الاجتماعي والرفاه وجودة الحياة، فضلا عن أدوارها التربوية، أو تلك التي تخص الهوية والأصالة والدفاع عن الأخلاق السوية…
إن ما يحدق ببلدنا من تكاثر المصلحين المزيفين ومنتحلي الزعامة الدينية وإشاعتهم للفتن بين الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي ببث الفرقة بينهم، وتقمصهم دور المنقد والمهدي المنتظر في كل مجلس، ليطرح حجم المتطلبات التأطيرية والتنظيمية للشأن الديني، وما أصبح يلحق من خدش للمناعة الدينية لمجتمعنا والمساهمة في استقراره عبر العصور والتي أساسها وحدة وحدة الإفتاء باسم إمارة المؤمنين، لتدعونا للنداء والدعوة للتصدي لهده التغريدات الشادة خارج السرب، وإن هذا لنعتقده ضرب في مؤسسات الدولة.
لقد نعم بلدنا بالأمن والأمان معتمدا الوساطة والاعتدال في الدين مما جعله نموذجا يقتدى به، نموذج أصيل ومنفتح ومتسامح مع كل الديانات ، وبالتالي فإننا ننبه بخطورة المتاجرين بالدين والقيم والمعتقدات وحملاتهم التكفيرية القائدة بلا هوادة إلى الفتنة والخراب المحقق.
إن الفنانين حدقين وحاسين ويقضين بكل ما يمس وحدة وطنهم ومنتبهين لكل أساليب الخداع والمكر، ومتحدين للتصدي بالصورة والكلمة والمعنى واللون والنغمة والإشارة والحركة لكل الزلات الداعشية الفادحة.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى