تم اليوم الأحد بغابات أم الربيع، تنظيم عملية إحاشة وقنص الخنزير البري، وذلك بمبادرة من فعاليات مدنية، و بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة والسلطات المحلية.
وتهدف هذه العملية بالخصوص الى تنمية السياحة الجبلية بالمنطقة التي تزخر بغطاء طبيعي ساحر ومؤهلات خلابة بهذا الإقليم الذي يتوفر على غابات شاسعة غنية بتنوعها البيولوجي والنباتي وتغطي أكثر من 40 في المائة من المساحة الإجمالية للإقليم (حوالي 526 ألف هكتار).
وتندرج هذه الإحاشة في إطار تفعيل استراتيجية المندوبية السامية المتعلقة بتدبير مستدام لمشكل تكاثر أعداد هذا الصنف من الوحيش في النقط السوداء، ومواجهة الأضرار التي يلحقها بالضيعات الفلاحية والممتلكات الخاصة والعامة، بما في ذلك الغطاء الغابوي والبنيات التحتية الأخرى، وذلك بعد شكايات وجهها عدد من الفلاحين للسلطات المحلية.
ومكنت هذه العملية، التي نظمت على مساحة تبلغ حوالي 500 هكتار بغابات أيت سكوكو بجماعة أم الربيع و شارك فيها 14 قناصا من جنسيات مختلفة و50 مساعدا (حياحة) وعشرات من الكلاب المدربة على “إحاشة الحلوف”، من قنص عدد من الخنازير، ساهم فيها شباب من المنطقة مقابل مساعدات وتعويضات مالية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس المنطقة الغابوبة بويزران السيد عبد الرحيم بوحباد أن عمليات الإحاشة تهدف بالأساس ضبط أعداد الخنزير البري ليبقى هذا الصنف بمنظومته البيئية بأعداد مناسبة غير ضارة.
وأضاف أن عملية الإحاشة لا تستهدف أصنافا أخرى من الوحيش، مشيرا الى أن منطقة تبركانين بعيون أم الربيع من النقاط السوداء بالإقليم التي يتكاثر بها الخنزير لاختلالات في السلسلة الغذائية والناجمة عن انقراض الأصناف التي تتغذى على هذا الصنف من الوحيش.
كما أشار إلى أن تنظيم عمليات الإحاشة تندرج في إطار استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر المتعلقة بالتحكم في تكاثر الخنزير البري خصوصا بالمناطق التي تعتبر “نقطا سوداء”.
وفي تصريح مماثل أكد حمو الشرفاوي أحد القناصة المشاركين أنه سعيد بمشاركته في عملية إحاشة الخنزير البري بإقليم خنيفرة الذي يحظى كما هو معروف بخصوصيات ومؤهلات طبيعية وتضاريسية وبيئية متنوعة من غابات ومنتجعات ومحميات ومنابع وبحيرات ومواقع وثروات نباتية ومائية وحيوانية ومجالات لصيد وقنص الحيوانات والطيور البرية.
وأشاد بهذه العملية التي مكنت من تقليص عدد الخنازير البرية، والحد من الأضرار الوخيمة التي تلحقها بالمحاصيل الزراعية وباقي المغروسات، عدا مخاطرها على أمن المواطنين بهذه المناطق .
يذكر أن هناك ثلاثة أنواع من الإحاشات وهي الخاصة، وتكون داخل الفترة المسموح فيها القنص و خارج المناطق المؤجرة، والجمعوية، وتكون منظمة من طرف جمعيات القنص، وأخيرا الإدارية تكون باقتراح من السلطات المحلية.