رياضةسلايدشو

دعوا الوداد وشأنها

الكاتب والمحلل الرياضي: الحبيب غاندي

       خرج الوداد الرياضي للمرة الثانية علي التوالي من دور ما قبل النهائي لمسابقة عصبة الأبطال الأفريقية وهي المسابقة التي دأب على لعب أدوارها الطلائعية خلال السنوات الست الأخيرة بعد النهضة التي عرفها الفريق منذ منتصف العقد الماضي.

      فلعب الأدوار الطلائعية بشكل متواصل ليس بالأمر الهين بقدر ما هو نتيجة عمل في العمق بفعل تظافر الجهازين الإداري والتقني بشكل خاص،إذ من المستحيل أن يحقق أحد الطرفين لوحده كل هذا  النجاح دون أن يكمله الطرف الآخر . إلا أن أزمة  نادي الوداد لا تكمن فيما هو تقني أو حتى إداري بقدر ما تعود لذلك الطابور الخامس الذي يتصيد كل صغيرة أو كبيرة لهدم كل ما تم بناءه طيلة سنوات والأدهى و الأمر حين يكون هؤلاء لاعبين سابقين نالوا الشهرة  بفضل الفريق .

      في الحقيقة أستغرب لشخص مثل فخر الدين رجحي الذي لا يتوقف عن توجيه انتقاداته للجهازين الإداري والفني وحتى اللاعبين ومن دون استحياء متناسيا أنه في الوقت الذي وجه له الجهاز الإداري الدعوة للمساهمة في إفادة الفريق بخبراته ـ على غرار زميله السابق عزيز الحسوني مدرب فريق الأمل ـ أكد أنه ليس سوى ظاهرة صوتية لا أقل ولا أكثر إذ أن عذره الأقبح من الزلة كان هو عدم قدرته على تحمل انتقادات زملاء الأمس بالفريق بسبب تقلده المنصب متناسيا أن اللاعبين  منذ سنوات يتحملوا الانتقادات بشكل يومي سواء بالملعب أو خارجه وفي وسائل الإعلام وأيضا بوسائل التواصل الاجتماعي مع ما يصاحب ذلك من سب وشتم وقذف للأعراض ومع ذلك لم يعبروا عن سخطهم وتبرمهم على الأقل بشكل علني  كأنهم أشخاص منبوذين بالرغم مما حققوه من ألقاب في فترة قصيرة بالكاد حققها هذا  الشخص طيلة مساره الطويل .

      إن أمثال هذا الشخص هم سبب أزمة كرة القدم المغربية فلا هم قدموا الإضافة بفعل عجزهم عن ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا هم تركوا من يحاول تقديم الإضافة من خلال تصيدهم لأبسط الهفوات للنيل منهم واعتبارهم فاشلين ، فلا أعجبهم  العجب ولا حتى الصيام في رجب .

      يجب على هذا الشخص وأمثاله أن يدركوا أن الفريق في مرحلة إعادة البناء من جديد تهدف الاستمرار في  الحفاظ على المكتسبات السابقة بعد أن أشرف الفريق الذي وضع المدرب الويلزي جون توشاك أسسه  على نهايته وهو الذي صرح أنه جاء لبناء فريق تنافسي قادر على الذهاب بعيدا في مختلف المنافسات لمدة خمس سنوات  وهو ما  تحقق فعلا لأول مرة في تاريخ الفريق على الأقل. وبالتالي فما هو محقق من نتائج على أرض الواقع  جد إيجابي ينبغي تشجيعه لا النيل من الطاقم التقني والمطالبة برحيله لأن هذا الأخير حين أكد ما وعد به في الخرجة الإعلامية بأن كل اللاعبين على أتم الجاهزية و الاستعداد للقيام بواجبهم متى دعت الضرورة لذلك وهو الرهان الذي نجح فيه بعد اضطراره في مناسبتين تغيير الفريق ككل وتحقيق نتائج إيجابية وهو الأمر الذي عجزت عنه كل الفرق لحد الآن بما في ذلك نادي الرجاء الذي عانى من غياب عنصرين  فقط  في مقابلة بركان  بسبب المشاركة مع منتخباتهم الوطنية  .

      إن الدرس الوحيد الذي تعلمته الكرة المغربية من التجارب المنافسة لنا هو أنها لم تتعلم من هذه التجارب شيئا يذكر، فنادي مثل الترجي التونسي للسنة الرابعة على التوالي وهو يحافظ على مدربه سواء  حقق التفوق على الصعيد القاري أو لم يحققه و هو نفس النهج الذي سار فيه نادي سانداونز الجنوب إفريقي قبل سنوات حافظ على مدربه موسيماني  لسبع سنوات متواصلة قبل أن يقرر هذا الأخير المغادرة من أجل تجربة جديدة بنادي الأهلي الذي بات قاب قوسين أو أدنى  مع نفس المدرب في الحفاظ على لقب عصبة الأبطال.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى