ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال دروس وعبر

حينما نتحدث اليوم عن الذكرى الثامنة و السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، فليس ذلك من أجل التعالي والمباهاة المجانية، وإنما بهدف أخذ العبرة واستخلاص الدروس ، و إعطاء المثل .
إذ لم يكن استقلال المغرب وليد صدفة ، أو صحوة من المستعمر الغاشم و اعترافه بجرمه المشهود، وإرجاع الحقوق إلى أهلها ، بل كان نتيجة سلسلة من التضحيات الجسام ، و القرارات الحاسمة التي لولاها لأصبحنا فريسة لكل جائع و غنيمة لكل طامع.
نعم إنها الإرادة القوية، والرباط المتين ، و التلاحم المتلازم بين العرش والشعب ، فلا تراجع ولا استسلام، ولا تشتت ولا انقسام، فالهدف سامي والتضحية واجبة وضرورية ، والوسيلة حضارية وسلمية . وهذا يؤكد للعالم أجمع أن المغرب لم يكن يوما محرضا على فتنة أو مشجعا على عنف أو إرهاب أو مندفعا في اتخاذ قراراته، بل كانت جل خياراته السياسية حكيمة ورزينة تنم عن مدى وعيه السياسي وقيمه الأخلاقية ، مع حرصه الشديد على احترام حقوق الغير و الجوار ، مالم تمس كرامته أو تسلب حريته او تنتهك مقدساته.
ونحن هنا إذ نحتفل بهذه الذكرى المجيدة الغالية نستشعر تلك الروح الوطنية السامية التي كان يتحلى بها أجدادنا الشرفاء ونستلهم منهم الدروس و العبر التي تحفزنا و تدفعنا إلى السير قُدما والارتقاء في سلم المجد و العز و الكرامة.
هي أيضا صورة واضحة جلية تختزل كل أشكال الرقي والتحضر في معالجة المغرب لثوابته ومقدساته الدينية و الوطنية .
هي كذلك إشارة وتنبيه لأولئك المتربصين بنا، و الطامعين في خيرات بلادنا تخبرهم بأننا أبناء تلك الصفوة من الرجال الذين استرخصوا كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على وحدتنا الترابية و كرامتنا الوطنية، وهم اللذين قال فيهم ربنا سبحانه “مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر وَماَ بَدَّلُوا تَبْدِيلا “فنحن على عهدهم باقون وعلى دربهم سائرون تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
شعارنا دائما وأبدا

الله الوطن الملك

بقلم تورية الغزالي

Exit mobile version