رويترز” تختار صورة الطفل أشرف ضمن أفضل الصور لهذه السنة

اختارت وكالة “رويترز”، واحدة من أكبر وكالات الأنباء في العالم، صورة الطفل المغربي أشرف ضمن أفضل الصور في العالم خلال سنة 2021، وهي الصورة التي أثارت تفاعلا وطنيا ودوليا كبيرا، وتسببت في تغير جذري في حياة الطفل المغربي.
والتقط مصور “رويترز” صورة للطفل أشرف عندما كان يسبح في البحر محاولا الوصول إلى سبتة المحتلة بعدما انطلق من مدينة الفنيدق، قبل أن ينهار باكيا بعد فشله في الوصول بسبب اعتراضه من طرف قوات الجيش الإسباني وإرجاعه إلى المغرب.
وينحدر أشرف البالغ 16 عاما، من حي فقير بمدينة الدار البيضاء، إذ حاول ركوب مغامرة الهجرة السرية إلى سبتة إسوة بآلاف الشباب والقاصرين خلال شهر ماي المنصرم، وكان هدفه تحقيق حلم الوصول إلى الضفة الأخرى لعله يجد واقعا أفضل من حياة الفقر والمعاناة التي كان يعيشها.
مصور “رويترز”، جون نازكا، قال إن الطفل أشرف كان واحدا من أزيد من 10 آلاف مهاجر حاولوا الوصول إلى سبتة سباحة، مشيرا إلى أنه التقط صورته من الشاطئ وهو يسبح على ظهره في اليوم الثاني من مهمته بالحدود بين الفنيدق وسبتة.

وتابع قوله: “عندما وصلت لأول مرة إلى الحدود، شعرت كما لو أنني وجدت نفسي في موقع تصوير فيلم حرب، كان مئات المهاجرين يسبحون بشكل يائس بأقصى سرعة للوصول إلى سبتة، بينما استراح آلاف آخرون على الشاطئ مرهقين بعد أن وصلوا إلى المدينة”.
وأضاف أن الجنود الإسبان استقبلوا المهاجرين بالدبابات، فيما كانت قوارب الإنقاذ على الشاطئ تساعد المهاجرين على طول الشاطئ، في وقت كانت تراقب فيه السلطات المغربية الوضع بهدوء، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه من بين كل أولئك الذين يسبحون، لفت انتباهه أحدهم على وجه الخصوص، كان أشرف هو الوحيد الذي صنع “عوامة” من تسع زجاجات بلاستيكية مربوطة حول جسده في حالة فشل قوته.
يقول المصور: “منذ أن التقطت الصورة الأولى إلى اللحظة التي وصل فيها إلى اليابسة، كان أشرف يسبح لمدة ساعة تقريبًا دون راحة، كانت الحرارة شديدة، لكن درجة حرارة المياه كانت باردة، وقد تبعتُه على طول الخط الساحلي لمسافة تزيد عن 500 متر وهو يحاول تفادي الجنود المتمركزين على الشاطئ والهروب إلى الداخل”.
وبينما كان يسبح، يضيف المتحدث، توسل أشرف للجنود بالبكاء قائلا: “أفضل الموت ولا أريد العودة، ليست لدي أي عائلة في المغرب”، لافتا إلى أنه كان يقوم بتصوير الصور ومقاطع الفيديو في نفس الوقت
وأردف بالقول: “تمكنت من التقاط يأس أشرف وصرخاته لأنه أدرك أنه سيُحتجز من قبل الجنود. لقد وصل إلى الشاطئ، لكن تم القبض عليه وسيعاد إلى المغرب. توسل للجنود: سوف يضربونني، أرجوكم لا أريد العودة”..
في ذلك الوقت لم أكن أعرف شيئًا عن حياة أشرف في المغرب، ولماذا اختار المخاطرة بكل شيء في مثل هذه السن المبكرة، يضيف المصور، مشيرا إلى أنه كان “مفتونًا بذكاء أشرف في تصميم تلك العوامة المرتجلة للتأكد من أنه لن يموت في البحر”.
وأضاف: “علمت لاحقًا أن والدته تخلت عنه عندما كان طفلاً ، وأن والدته بالتبني قد ماتت أيضًا. لم يكن لدى أشرف أحد على الإطلاق في المغرب وكان يحاول الهروب فقط للعثور على حياة أفضل في أوروبا”.
وكانت “جريدة” قد التقت بالسيدة ميلودة غولامي، أم أشرف بالتبني، والتي كشفت أن هذا الشاب القاصر “مقطوع من شجرة”، فهو لا يملك أبا ولا أما ولا أحد له، مشيرة إلى أنه عاش معها طيلة 6 سنوات بعدما توفيت سيدة كانت تتبناه من قبل.

وأوضحت غولامي في تصريح لـ”العمق”، أن أشرف غادر بيتها خلال فبراير المنصرم بدون سابق إنذار، وهي أول مرة يغادر فيها البيت لمدة طويلة، مشيرة إلى أنها أخبرت الشرطة لكن دون أن تسمع عنه أي خبر، إلى أن رأت الفيديو الذي يوثق محاولته الوصول إلى سبتة.

تقول في هذا الصدد: “لم يسبق أن اختفى بهذا الشكل من قبل، ولم أكن أتوقع أن يقدم على الهجرة السرية، فهو رغم كونه كان يعيش ظروفا صعبة، إلا أنه لم يسبق أن تحدث عن الهجرة السرية”، كاشفة أن أشرف لا شيء يسعده أو يفرحه في ظل الظروف التي يعيشها.

Exit mobile version