أثار تشكيل الحكومة الجديدة حدثا مهما في تاريخ تشكيلات الحكومات بالمغرب ،فبالاضافة إلى السياق الوطني المرتبط بصدور تقرير النموذج التنموي الجديد الذي يعتبر خارطة طريق لمغر المستقبل ،وكما أكد التقرير مغرب مزدهر ،مغرب الكفاءات ،مغرب ب الإدماج ،وسياق دولي ارتبط بأزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية و التحديات الدولية التي يعيشها المغرب مع دول الجوار وأقصد الجارة اسبانا والجزائر هاته الأخيرة التي ما فتئ يسيطر فيها حكم العسكر حيث أصبح هذا الاخير يتيه وراء ترانيمه وخزعبلاته التي تجاوزها الدهر.
ولعل الجديد التي جائت به هاته الهيكلة هو تجميعها لبعض القطاعات واعتمادها على مرتكزات النموذج التنموي الجديد ،وسوف أبين في هاته المقالة أهمية تجميع قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في قطاع وزاري واحد من خلال معالجتي لنقطتين أساسيتين.
النقطة الأولى : التعليم في تقرير النموذج التنموي الجديد
النقطة الثانية : إلحاق التعليم الأولي والرياضة بقطاع التربية الوطنية السياق والأهداف
النقطة الأولى : التعليم في تقرير النموذج التنموي الجديد
يطمح النموذج التنموي الجديد إلى إحداث نهضة حقيقية للمنظومة التربوية ،فالمدرسة المغربية يجب أن تمكن كل متعلم من اكتساب المهارات الأساسية لضمان اندماجه الاجتماعي ،1كما يدعو من خلال اختياراته الاستراتيجية من أجل تعلـيم ذو جودة للجميع إلى احداث نهضة حقيقية للمنظومة التربوية وإلى الاستثمار في تكوين وتحفيز المدرسين قصد جعلهم الضامنين لنجاح التعلمات وإلى إعادة تنظيم المسار الدراسي ونظام التقييم وإلى تحديث المحتويات والمناهج البيداغوجية لتعليم فعال ومحفز وإلى جعل المؤسسات تتحمل مسؤولياتها لكي تصبح محركا للتعبير ولتعبئة الفاعلين كما يقترح التقرير أن هذا الطموح يتطلب تجاوز الأزمة الثلاثية التي يعيشها النظام التربوي وهي أزمة جودة التعلمات المتمثلة إثقان أغلبية التلاميذ للمهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب واللغات في نهاية مسارهم الدراسي ،وأزمة ثقة المغاربة إزاء المؤسسة التربوية وهيئاتها التعليمية وأزمة في مكانة المدرسة التي لم تعد تلعب دورها في الإرتقاء الاجتماعي وتشجيع تكافؤ الفرص وقد فاقمت أزمة كوفيد 19 هاته الأزمات بسبب توقف الدراسة خلال فترة الحجر الصحي ،2بالإضافة إلى ذلك تحدث التقرير على نظام التعليم الجامعي والبحث العلمي والتكوين المهني الذي يرتكز على حسن الأداء ويستنذ على حكامة مستقلة ومحملة للمسؤوليات ،3ويدعو اللجنة إلى القيام بتحديث فعلي لمؤسسات التعليم العالي العمومي والخاصة والعمل على الرفع من حسن أدائها بالاضافة إلى ضمان استقلالية مؤسسات التعليم العالي ومراجعة طرق حكامتها بهدف الرفع من نجاعتها .4
النقطة الثانية : إلحاق التعليم الأولي والرياضة بقطاع التربية الوطنية السياق والأهداف
يعتبر التعليم الأو لي أحد الأسس الرئيسية لإصلاح منظمة التربية والتكوين وأحد المداخل المهمة لتحسين الفعالية ومحاربة الهدر المدرسي بالمغرب ،حيث أن بواسطته يمكن تحقيق الاندماج السلس للمدرسة والرفع من جودة وفعالية المدرسة المغربية وذلك عبر الاهتمام بالطفولة المبكرة ، وقد تحدث العديد من الباحثين على أن المقومات الذهنية وترسيخ المنظومة القيمية يكون في سن مابين 3سنوات و6 سنوات ،ورغم تأخر المغرب في هذا الشان مما أثر على منظومة التربية والتكوين بصفة عامة ،وبالرغم مع أن المدرسة المغربية تعاني من جودة العملية التربوية والهدر المدرسي فإن من شأن الاهتمام بالرأسمال البشري عبر التعليم ما قبل المدرسي ان يقلل من ذلك.
وقد جائت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة 2019-2023 وبالأخص في برنامجها الرابع المتعلق بالدفع البشرية للأجيال الصاعدة ،حيث جاء هذا البرنامج بمحاور مهمة.
محوررقم 1:صحة الأم والطفل
محور رقم 2:التعليم الأولي بالعالم القروي
محور رقم 3 :الدعم المدرسي ومحاربة الهدر المدرسي
وقد حققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مجموعة من الإنجازات كإنجاز وتأهيل وتجهيز وتدبير مجموعة من الحجرات الدراسية بمواصفات دولية تدبرها جمعيات مؤهلة ومتخصصة في الميدان وقد أثرت هاته الإنجازات بشكل إيجابي على الإندماج السلس وفعالية التعليم الابتدائي ومحاربة الهدر المدرسي ومن شأن هاته البرامج والإنجازات أن تحسن من مؤشرات التنمية البشرية فيما يخص التعليم.
وكما ذكرنا سابقا بالإضافة إلى السياسات والإجراءات العمومية لوزارة التربية الوطنية التي يمكنها أن تعيد الاعتبار إلى المدرسة العمومية ،ولعل إلحاق التعليم الأولي بوزارة التربية الوطنية يدخل في هذا السياق بالإضافة إلى قيادة هاته الإصلاحات من طرف خبير وتقتنوقراطي معروف بصرامته وتواصله المثمر السيد شكيب بنموسى الذي يأمل المغاربة جميعا أن يعيد الاعتبار لمدرستنا العمومية.
أما بخصوص الرياضة فيمكن اعتبارها كذلك مهمة حيث أن جوهر الرياضة في تاريخ المغرب المستقل وتألقها جاء مع تألق الرياضة المدرسية ولعل الاوراش الكبرى التي عرفها المغرب في هذا الشأن (ملاعب القرب ،مركبات رياضية……) من شأنه أن يرفع من تألق الرياضة المغربية في هذا الشأن وبالعودة إلى أمجاد رياضات مثل ألعاب القوى نجد أن الرياضة المدرسية كان لها دور كبير في ذلك.
على سبيل الختم:
نخلص في الأخير إلى الخلاصات التالية :
الخلاصة الأولى : أن فرصنا للتغيير لكي نصبح من الدول الصاعدة مدخلها الأساسي هوتعليم جيد ينبني على تكافؤ الفرص وبناء المواطنة الفاعلة
الخلاصة الثانية : أن تحقيق الاندماج الوطني الذي يعد أحد أسس الدولة الوطنية لايكون إلابتعليم قوي وفعال في جودته التربوية ومناهجه البيداغوجية
الخلاصة الثالثة : أن تحقيق قيم التعايش والحق في الاختلاف وبناء الهوية الجماعية للمغاربة جميعا لايكون إلا بتعليم ديمقراطي قوي
لائحة المراجع والهوامش:
1- انظر تقرير النموذج التنموي الجديد “رأسمال بشري وأكثر استعدادا للمستقبل “ص 92
2- نفسه ص93
3- نفسه ص94
4- نفسه ص 98