اخبار المغربسلايدشو

لماذا استعمل الجيش المغربي طائرة “درون” لتصفية قيادي بارز في البوليساريو؟

في عملية نوعية، شن الجيش المغربي غارة جوية باستخدام طائرة مسيرة، على ميليشيات جبهة البوليساريو التي حاولت التسلل قرب الجدار العازل بمنطقة روس إيرني بالتفاريتي، ليلة الأربعاء الخميس، مما أسفر عن مقتل قائد سلاح الدرك الوطني في جبهة البوليساريو الداه البندير.

كما تسبب الهجوم الجوي الأخير، الذي نفذه الجيش المغربي في ضربة قاتلة بواسطة طائرة بدون طيار على القافلة المؤلفة من عسكريين من جبهة البوليساريو “رفيعي المستوى” في تدميرها بالكامل، وهلاك قائد الدرك الوطني والخبير في الهندسة العسكرية.

وأربك استعمال المغرب، ولأول مرة، طائرة “الدرون” في تصفية قادة وعناصر ومنتسبي الدرك الصحراوي التابع لجبهة البوليساريو أعداء الوحدة الترابية، وتقاطرت الأسئلة من كل حدب وصوب، بشأن الرسائل التي تحاول الرباط تمريرها للخصوم حول رمزية إستعال طائرة إسرائيلة الصنع.

وقالت جبهة البوليساريو، إن الرباط حصلت على طائرات استخبارات إسرائيلية بدون طيار تستخدم بشكل أساسي لمراقبة ومراقبة دول الجوار، وتمت عمليات الاستحواذ هذه قبل وقت طويل من الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، بحسب تقرير موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص.

واعتبر الخبير المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، أن المغرب نجح في التحكم في مسرح العمليات العسكرية منذ بداية هذا النزاع من خلال ثلاث آليات عسكرية، مشيرا إلى أن بناء الجدار العازل، مكن من شل تحركات قوات البوليساريو التي تبنت حرب العصابات في مناطق صحراوية ممتدة.

وأوضح، أن هذا الأمر جعل البوليساريو تضطر إلى عقد هدنة عسكرية والاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة أكثر من عقدين، إلى أن لجات، مؤخرا، إلى الدعوة إلى العودة إلى العمل العسكري من خلال استغلال المنطقة العازلة التي قبل بها المغرب فقط لتجنب أي تماس عسكري مع الجزائر الحاضنة السياسية والعسكرية لجبهة البوليزاريو.

ولفت الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، إلى أن جبهة البوليساريو حاولت القيام بعدد من المناورات العسكرية والتهديد بالقيام بعمليات عسكرية، خاصة بعد عملية الكركرات حيث بدأت تقوم بعمليات القصف على حدود الجدار.

وأضاف، من هنا لجأت القوات العسكرية المغربية إلى استخدام القدرات الاستخباراتية والتجسسية (“محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”) لضبط تحركات قوات البوليزاريو قبل أن يتم اللجوء إلى آلية الطائرة بدون طيار “درون” التي سمحت لها بمهاجمة والضرب بقوة مؤخرا للهجوم العسكري الأخير، مما كبدها خسائر على مستوى العتاد العسكري، ومقتل ست مهاجمين وعلى رأسهم ضابط عسكري كبير.

وفي سياق متصل، لفت الخبير إلى أن الضربة الجوية بواسطة “درون” للقوات المغربية، خلقت هزة قوية على الصعيد العسكري والنفسي، حيث أظهر امتلاك الجيش المغربي لهذه الآلية العسكرية الفعالة، سيؤدي بلا شك إلى إقناع الخصم بأن الوعيد الملكي بالرد بحسم على أي استفزاز عسكري هو أمر واقعي.

وأشار شقير، إلى أن الضربة الجوية ستجنب المغرب اللجوء إلى حق المتابعة العسكرية، ثم إنها لن تكلفه أي خسائر على المستوى البشري ما دام أن هذه الطائرة تستخدم بدون طيار، وتستهدف أهدافها بدقة متناهية مما سيجعل الخصم يفكر أكثر من مرة قبل أن يقدم على أي مغامرة غير محسوبة.

من جانبها، ترى جبهة البوليساريو، أن هذه الهجمات المخططة، تذكرنا بأسلوب عمل إسرائيل ضد إيران وفلسطين وحزب الله، واختيار تصفية الزعماء بعناية لإبادتهم، ولم تستبعد الجبهة أن يصبح قادة الجيش من الآن فصاعدا هدفا للقيادة العسكرية المغربية.

كما اعتبرت الجبهة، أن قصف الجيش المغربي، الأربعاء، وحدات من جيشها بطائرات مسيرة إسرائيلية الصنع، واغتيال زعيمها، هو هدف استراتيجي لتدمير الروح المعنوية للجبهة وإضعاف السلطة من خلال اقتحام هرمهم.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى