اخبار وطنيةسلايدشو

مسؤولة في مستشفى تكشف عن وقائع مأساوية لمصابين بفيروس كورونا

في الوقت الذي يستهزئ فيه عدد من المغاربة بفيروس كورونا المستجد، ويشكك آخرون في وجوده، روتْ مسؤولة التواصل في مستشفى الحسن الثاني بمدينة فاس قصصا مأساوية لأشخاص أصيبوا بالفيروس، وصلت الصدمة ببعضهم إلى حد محاولة الانتحار.

مسؤولة التواصل بالمستشفى المذكور نوال موحوت، باحثة في سوسيولويجا الصحة، قالت في ندوة نظمتها “خلية الدعم النفسي كوفيد-19″، بكلية علوم التربية، إنها كانت شاهدة على “تجارب حزينة وأليمة عندما تفاجأ العائلة بوفاة قريب لها جراء إصابته بالفيروس، ولا تستطيع حتى تشييع جثمانه إلى قبره”.

وفيما لا يزال عدد من المغاربة يعتقدون أن فيروس “كورونا” لا يشكل خطرا سوى على المسنّين أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، قالت نوال موحوت إن بعض الذين توفوا جراء الإصابة بالفيروس العالمي كانوا شبابا سليمين ولا يعانون من أية أمراض.

كما تابعت المتحدثة ذاتها مخاطبة المشككين في وجود فيروس “كورونا” قائلة: “العمل الذي تقوم به الأطقم الصحية وباقي أطقم المستشفيات مضنٍ للغاية، وأتمنى من الذين يقولون إن المرض غير موجود أن يجربوا ارتداء اللباس الخاص الذي يرتديه الأطباء والممرضون ربع ساعة فقط في هذا الجو الحار، ليعرفوا مقدار المعاناة التي يعيشونها أثناء عملهم المحفوف بالخطر”.

وحذرت مسؤولة التواصل بمستشفى الحسن الثاني بفاس من الاستهانة والتقليل من خطورة فيروس “كورونا”، موضحة أن بعض المرضى يفدون على المستشفى وهم في حالة مستقرة، وبعد ساعات قليلة تتدهور صحتهم، حيث ينتشر الفيروس في الرئتين بسرعة مذهلة تنقل في وقت قياسي من 25 في المائة إلى ما فوق 70 في المائة.

وأوضحت أن الفيروس عندما ينتشر بسرعة في الرئتين، لأسباب لا يعرفها الأطباء إلى حد الآن، فإنه يؤثر على الجهاز التنفسي، ومن ثم يصير المصاب في حاجة إلى التنفس الاصطناعي، ويعني وصول المريض إلى هذه المرحلة دخوله إلى دائرة الخطر، إذ تتضاءل نسبة النجاة من الموت بعد الخضوع للتنفس الاصطناعي.

ونقلت نوال موحوت، انطلاقا مما عاينته داخل المستشفى، مشاهد صادمة من معاناة أشخاص أصيبوا بفيروس “كورونا” المستجد؛ منهم مَن فكر في الانتحار لولا يقظة الأطر الصحية المشرفة على رعاية المرضى، على حد تعبيرها.

وإذا كان العالم لا يفكر حاليا سوى في لقاح للقضاء على فيروس “كورونا”، فإن المستهترين بهذا “المجهول المخيف”، كما وصفته نوال موحوت، قد يعانون بسببه إلى الأبد، موضحة: “حين يكون الإنسان سببا في نقل العدوى إلى قريب له، ويتسبب في وفاته، لعدم التزامه بإجراءات السلامة الصحية، فإنه سيشعر بالذنب، وقد لا يفارقه الندم أبدا”.

وبخصوص الإستراتيجيات التي ينبغي العمل بها لتجاوز حالة التراخي في مواجهة فيروس “كورونا”، قالت موحوت إن ثمة حاجة إلى تكثيف التواصل مع المواطنين بخطاب مبسط، وأن يكون التواصل شفافا ومستمرا، مضيفة أن المغاربة كانوا عند بدء انتشار الجائحة يُقبلون على متابعة الوصلات التحسيسية؛ ولكن بعد تراجع المصابين حدث تراخٍ، داعية إلى تغيير طرائق التواصل مع المواطنين لتكون الوصلات التحسيسية ذات فعالية أكبر.

وترى المتحدثة أن من بين التحديات الكبيرة التي سيطرحها استمرار ارتفاع أعداد المصابين بفيروس “كورونا” امتلاء أقسام المستعجلات؛ وهو ما سيجعل الأطقم الصحية في وضعية صعبة تتمثل في من ستُعطى له الأولوية، هل مرضى فيروس “كورونا” أم المرضى المصابين بأمراض حادة ويوجدون في حالة خطرة تستدعي إبقاءهم في المستعجلات، مضيفة: “لكي نتفادى هذه المشاكل علينا أن نبقى تحت سقف ألف إصابة”.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى