والله حقيقة مش خيال..

وعلشان طول عمرنا كبار حتى وأحنا لسه صغيرين كان عايش معايا ألف سؤال وسؤال…ليه الأسد ملك الغاية في حين أنه مش أكبر من الفيل…!! وليه لازم ننام بدري من غير ما نكون مش عاوزين.. !!! وليه الطبق ده لازم يخلص كله وإلا حيجرى وراك يوم القيامة…!!! وليه وليه ..
يمكن مكنش عند أمهاتنا لغة أعمق وأبسط تقنعنا بيها وتجاوب علي أسألتنا ويمكن عشان تفضل علطول مسيطرة علي عقولنا أعتقادا منها بأنها بتحمينا وتحافظ علينا من الوحشين ..
بس أنا لما كبرت عرفت وأكتشفت أن إلى أتربوا علي مقولة ..( الكلمة إللى أقولها تتسمع ) كنا بنترعب منها وكأنه فرمان قانون من يخالفه يسجن في قلاع العفاريت المرعبين .. كم كنا صغار بقلوب بريئة وعقول نائمة متعطشة لكل تمرد وكسر أى حاجز أو قانون …
دلوقتي كبرنا وفهمنا وعرفنا أنها كانت نوع بدائى وحقيقي لحمايتنا من أى خطر خارجى وكان الخطر ده متمثل في أصحابنا وجيرانا المتفتحين شوية…
ساعات كتير بقول ياااالله ياتري طريقة أهلنا في زمانهم قدرت تحمينا وتحافظ علينا من أى حاجة مش شبهنا ؟؟؟
بلاقي الأجابة أحيانا أيوة وساعات تانية لالا…
عاوزة أقول أن دلوقتي ثقافة مهمة وفكر جديد بيعلمنا نفكر ونراجع كل لحظة ونفضل نشتغل ونذاكر مواقف أتعرضنا لها وربنا نجدنا وسندنا ومعاه عقلنا إللى بأكتشافنا لقوته وقدرته بقينا نحسب حساب لكل خطوة وكلمة وضحكة علشان منخسرش فيها حاجة ونحافظ دايما علي طاقتنا وسلامنا النفسي وحبنا بقلوب سليمة تكمل معانا الطريق من غير وجع ولا حتى حزن تكمل وهى راضية وفاهمة أن قدرنا مكتوبلنا بتاريخ ميلادنا لغاية ماماتنا.
ويابخته إللى عقله في راسه مصاحبه ولا يفارق طريقه في كل خطوة وكلمة طول رحلة حياته …

د صفاء مختار مستشارة وباحثة أنسانية وكاتبة ولايف كوتش