سلايدشوسياسة

قيادات بـ”البيجيدي” ترفض خوض الانتخابات هل هو الخوف من الخسارة؟‎

رفض قياديون في حزب العدالة والتنمية خوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في 8 شتنبر، في الوقت الذي كانت فيه قيادة الحزب تعول على مرشحي الصفوف الأولى لكسب رهان تصدرها، لكن يبدو أن هناك مبررات دفعت هؤلاء إلى اتخاذ هذا الموقف.

وفضلت قيادات وازنة داخل “البيجيدي” التراجع، أمثال عبد العزيز أفتاتي وعبد الإله بنكيران وعبد الحق العربي، بينما يتساءل البعض ما إذا كان قرار هذه القيادات سببه زهدها في المسؤولية أم الخوف من خسارة الانتخابات.

ربما ان العاملان النفسيان يرتبطان بالفرد، وهذان العاملان في مسطرة الترشيح مغيبان، لأن الفرد لا يحق له أن يطلب المسؤولية أو يتراجع عنها امتثالا للأدبيات الدينية التي تؤطر أعضاء الحزب.

و غياب هؤلاء القادة لا علاقة له بالزهد أو الخوف، ولكن له علاقة بمسار كل واحد منهم؛ فأمينة ماء العينين مثلا، وهي من القيادات المؤثرة داخل البيجيدي التي راكمت تجربة سياسية مهمة، تجد نفسها غائبة في الانتخابات المقبلة. بمعنى أن الغياب له أسباب أخرى، ولو تم ترشيحها، فلا أعتقد أنها ستزهد في المسؤولية أو ستخاف من النزال الانتخابي، بل ستكون سعيدة ليحكم المواطنون على مسيرتها البرلمانية بإخفاقاتها ونجاحاتها.

المعطى الآخر الذي قدمه الباحث ذاته، يتعلق بمسيرة كل شخصية ووضعيتها وإكراهاتها داخل الحزب وخارجه، متوقفا عند عبد الإله بنكيران، معتبرا أن اعتذاره عن الترشح “لا علاقة له بالزهد أو الخوف”، لأنه يرفض مسار العثماني في قيادة الحزب والحكومة، حتى إنه وصفه بأنه يجلب العار للحزب إذا ما مرر ما سماه “قانون الفرنسة”، ناهيك عن بلاغ مقاطعته لقادة الحزب، ليتساءل: “كيف يقاطعهم ثم يقبل بتزكية الأمانة العامة له؟”، موردا أن بنكيران يراهن على المؤتمر المقبل.

مسألة أخرى نقف عندها هي الخوف من الخسارة، هذا المعطى غير وارد لدى البيجيدي، فلو كان يخاف من الخسارة لما رشح أمينه العام في حي المحيط، لأن خسارته ستكون زلزالا للحزب بالإضافة الى مناضلي الحزب الذين واجهوا بقوة من يستعمل نتائج انتخابات الموظفين والمهنيين ليبرر الخسارة، بمعنى أنهم يحشدون أنصارهم من أجل الفوز، فليست هناك سياسة التراجع لا بالنسبة لقياداتهم ولا على مستوى تغطية الدوائر الانتخابية.

و من فوائد مرحلة العثماني أنها أظهرت تناقضات البيجيدي الداخلية، عكس ما كان عليه الحال زمن بنكيران الذي كان يرفع شعار: لا صوت يعلو فوق صوت مواجهة التحكم.

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *