المراسل : أشرف ليمام/
تشهد المغرب منذ سنوات عدة ظاهرة هجرة الأدمغة، حيث يتوجه الكثير من الكفاءات والمواهب الشابة نحو الخارج بحثًا عن فرص أفضل وظروف حياة أكثر استقراراً. تعتبر هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا يواجه البلاد، وفي الوقت نفسه، تمثل فرصة للتطوير والابتكار .
يعود سبب هجرة العقول إلى عدة عوامل، منها ضعف فرص العمل المتاحة في المغرب، وقلة الاستثمار في التعليم والبحث العلمي، إضافة إلى قضايا اقتصادية واجتماعية تؤثر على جودة الحياة. يشعر الشباب المغربي بعدم الثقة في النظام التعليمي وفي الفرص المتاحة لهم، مما يدفعهم للبحث عن فرص خارج البلاد .
مع ذلك، فإن هجرة الأدمغة تترك وراءها آثارًا سلبية على التنمية المستدامة للمغرب، حيث تفتقر البلاد إلى الكفاءات اللازمة لتطوير القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والابتكار والصناعة. ومع تزايد عدد المهاجرين المغاربة المؤهلين، يزداد القلق بشأن فقدان البلاد لثرواتها البشرية .
مع ذلك، يمكن النظر إلى هذه الظاهرة كفرصة للتعاون الدولي وتبادل المعرفة والتجارب. يمكن للحكومة المغربية تشجيع عودة الكفاءات المغتربة من خلال إنشاء بيئة ملائمة للاستثمار والابتكار، وتعزيز الروابط مع المغتربين للاستفادة من مهاراتهم وتجاربهم في تطوير البلاد .
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة العمل على تحسين شروط العمل وتوفير فرص متساوية للشباب في المجالات الرئيسية، وتعزيز الاستثمار في التعليم والبحث العلمي لتوفير بيئة ملائمة لازدهار المواهب المحلية .
في النهاية، يجب أن تكون هجرة الأدمغة محفزًا للتغيير والتحسين في المغرب، بدلاً من أن تكون عائقًا. يتطلب ذلك جهودا مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لخلق بيئة ملائمة للازدهار والتنمية المستدامة .