القائد من يلبس ثوب ميكافيلي والحجاج
و يتعلم لعبة الثعلب والأسد .
حامد المجمعي
القيادة ليست لعبة خلف كيبورد او مقود سيارة أو ظهر حمار تركبه كما يفهمة القادة اليوم الذين مع الأسف لم يكونوا إلا مطايا للأجنبي ،حتى بعض المطايا تتمرد أحيانا على أصحابها لأنها تؤثر الانتحار رافضة ان تكون تابعة لهم و مفضلة الموت على قيادتها.. هذا التمرد لم نجده اليوم في أغلب أولئك الذين جاؤوا مع المحتل ونصبهم قادة على رقاب الشعب بالقوة او بالاتفاق وحسب السياق المعمول به ..
لم نجد هناك بناء حقيقي للقائد الذي يؤمن بأن الوطن يحتاج إلى شدة وصرامة ورخاء واسترخاء في التعامل والعيش الإنساني ..لم يكن ميكافيلي مخطأ ابدا عندما قال ان الغاية تبرر الوسيلة في كتابه الامير الذي وضع فيه التصور و الصورة الحقيقية للقيادة والقائد للدولة وشعبها وكيفية البناء الحقيقي للمجتمع الذي لايعرف طريق الاستقامة بعد ان فقد صلاحياته الانسانية رغم مرتكزات الحضارة التي يمتد عمرها لأكثر من ١٠ ألف سنة ..ميكافيلي ذلك السياسي الذي صوره العالم بالشيطان كتب مايراه صحيحا ،رغم رأيه الدموي والمتعصب لصيانة العرش والدولة الرومانية في تلك الفترة ..
القائد بحاجة أن يظهر بمظهر الشهم والوطني والرجل البطل ..وان يكون الاسد المفترس في الوقت نفسه ..فلا عهد يصان في السياسة ولا أمور تتوقف على وعد ..المصلحة العامة للدولة هي من تحدد صيانة الوطن ..
فكم عميل إذا ذهب اليوم كان الوطن قد استتب امنه وكبر شأنه وكم من الخونة والعملاء الذين صنفهم ميكافيلي بأن موتهم اهون على الشعب من حياتهم مبررا ذلك بالحكمة التي يجب ان يقتدى بها القائد ..القارئ كتابه الأمير يجد أننا كم حجاج نستحق اليوم لنعيد الأمور إلى نصابها وكم نحتاج من الوقت لاعادة مافقدناه من قيم وأخلاق بحجة التطور الذي فتح علينا أبواب الهدم الإنساني من خلال مواقع مدعومة لإفساد المجتمع العربي الذي تربى على القيم النبيلة .
السنا بحاجة الى قائد يلعب لعبة الثعلب والأسد معنا لنكون وطن خاليا من كل تلك الخزعبلات التي جاء بها الأجنبي..