عبد الرحيم الصالحي/
تعددت سبل النصب والاحتيال عبر العالم وكلما تطورت أساليب المحتالين كثرت معها آليات الدفاع والتشهير بالجنات. ربما اكتوى المئات من المغاربة بنار المحتالين عبر عقود، خصوصا في مجال العقار الذي يعرف حربا ضروسا وشرسة تارة مع غلاء الأسعار وأخرى مع الجودة والاتقان التي يبيعها المستثمرون علنا على أنقاظ بنايات هشة ومتآكلة.
تناسلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا صور أثارت الكثير من التساؤلات والنقاش الاجتماعي، فحوى الصورة عبارة عن لافتات وضعها سكان عمارات سكنية تفيد ” زبون تقولب”. هذه الخطوة تنذر بخطر قادم، وتذكرنا بالحملات التي قام بها المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي نجحت في تحقيق غاياتها.
ولعل الغاية الكبرى من هذه اللافتات استنكار الزبائن من جودة المنازل السكنية التي يقطنونها، والحال يعكس شكوى عدد كبير من ساكنة السكن الاقتصادي اللذين عانو ويعانون في ظل تأزم أوضاعهم النفسية والاقتصادية والاجتماعية لاسيما وأنهم باتوا يعيشون مسلسلا لا ينتهي من الإصلاحات المتكررة التي تتفرخ بين الفينة والأخرى. “زابون تقولب” مسار جديد من انتفاضات المغاربة الصامتة ضد لوبي العقار، وبداية مقاطعة ضمنية يدعوا لها المغاربة حتى لا يتكرر النصب والاحتيال.